تعتبر مؤشرات الأسواق الأداة الأهم التي يستند إليها المستثمرون حول العالم للتعرف على الأداء الإجمالي لسوق الأسهم في دولة ما، ومعرفة التغيرات التي تطرأ عليه بسبب الأوضاع الاقتصادية والنقدية والسياسية. هذه الأداة تساعد على قياس صحة الأسواق في وقتٍ معين، وتوفر صورة شاملة للتطورات التي تشهدها الشركات ضمن تلك الأسواق. سنتناول في هذا المقال مقارنة شاملة بين ثلاثة من أفضل وأشهر هذه المؤشرات على مستوى العالم: مؤشر داو جونز الصناعي (Dow Jones)، مؤشر ناسداك (Nasdaq)، ومؤشر S&P 500. سنناقش خصائص هذه المؤشرات، الشركات المكونَّة لها، طريقة حساب قيمتها، القطاعات التي يتم التركيز عليها ضمن كلٍّ منها، بالإضافة إلى تأثير الأوضاع الاقتصادية على تلك المؤشرات وكيفية الاستثمار فيها عبر الإنترنت.
جدول المحتويات
- 1 ما هو مؤشر داو جونز؟
- 2 ما هو مؤشر ناسداك؟
- 3 ما هو مؤشر S&P 500؟
- 4 الشركات المكونَّة لكلٍّ منها
- 5 طريقة حساب قيمة هذه المؤشرات
- 6 القطاعات التي يركّز عليها كلٌّ منها
- 7 الأداء التاريخي والنطاق السعري
- 8 تأثير الأوضاع الاقتصادية على هذه المؤشرات
- 9 كيفية الاستثمار في هذه المؤشرات عبر الإنترنت
- 10 أي أفضل للتنويع في محفظتك؟
- 11 خاتمة
ما هو مؤشر داو جونز؟
مؤشر داو جونز الصناعي (Dow Jones Industrial Average)، ويعرف اختصاراً بـ “Dow”، هو الأقدم على الإطلاق ضمن الأسواق الأمريكية، حيث تم إطلاقه عام 1896 على يد تشارلز داو.
يتضمن هذا المؤشر 30 سهماً مختاراً بعناية من كبريات الشركات في السوق الأمريكي مثل آبل وكوكا كولا ويونايتد هيلث. يتمّ استخدام الداو على نطاقٍ واسع للتعرف على التغيرات التي تطرأ على الشركات الرائدة في الاقتصاد الأمريكي.
ما هو مؤشر ناسداك؟
مؤشر ناسداك (Nasdaq) يتضمن أكثر من 3,000 سهم مدرج في بورصة ناسداك التي تشكّلت عام 1971 في نيويورك. يتمّ التركيز ضمن هذا المؤشر على الشركات التكنولوجية والنموّية مثل آبل، مايكروسوفت، تسلا، وأمازون. يتميز ناسداك بأداءٍ أكثر تقلباً بسبب اعتماده على أسهم الشركات التقنية التي تتأثر بأخبار الذكاء الاصطناعي والابتكارات التكنولوجية والنطاقات الحديثة مثل الخدمات السحابية والروبوتات.
ما هو مؤشر S&P 500؟
S&P 500 هو مؤشر يتضمن 500 سهماً مدرجاً ضمن الأسواق الأمريكية، يتمّ اختيار هذه الشركات على حسب القيمة السوقية والنطاق القطاعي. ينبع أهمية هذا المؤشر من قدرته على أن يعبر بدقة أكبر على نطاق السوق الأمريكي بأكمله وليس على جزء صغير منه. فهو يضم الشركات التكنولوجية والنفطية والمالية والخدمية ضمن مزيج يوفّر صورة شاملة على الأداء الاقتصادي في الولايات المتحدة.
الشركات المكونَّة لكلٍّ منها
ينتقي نطاق الداو جونز الشركات على حسب الأسماء الأقوى في السوق دون التركيز على الحجم فقط. ينبع اهتمام ناسداك في الشركات التكنولوجية والنموّية التي تشكّل جزءاً محورياً في العالم المعاصر مثل آبل، تسلا، فيسبوك (ميتا لاحقاً) وغيرها.
ينتقي S&P 500 الشركات ضمن قائمة واسعة تمثل القطاعات المختلفة مثل الخدمات الصحية والنفطية والنقل والاتصالات والنطاق الاستهلاكي والنطاق الصناعي.
طريقة حساب قيمة هذه المؤشرات
ينبع الفرق بين هذه المؤشرات ضمن طريقة الحساب التي يتمّ على أساسها تحديد قيمة المؤشر:
- Dow Jones: يتمّ حساب قيمة الداو على حسب متوسط الأسعار وليس حسب القيمة السوقية.
- Nasdaq: يتمّ حساب قيمة ناسداك على حسب القيمة السوقية (سعر السهم مضروب بعدد الأسهم المتوفّرة للتداول).
- S&P 500: يتمّ حساب قيمة S&P 500 باستخدام متوسط الأوزان على حسب قيمة الشركات في السوق.
القطاعات التي يركّز عليها كلٌّ منها
ينبع الفرق ضمن القطاعات التي يركّز عليها:
- Dow Jones: يتضمن الشركات الرائدة ضمن القطاعات المختلفة مثل الخدمات الاستهلاكية والنفطية والمالية والنقل.
- Nasdaq: يتميز بتركيزٍ على التكنولوجية والنطاقات المبدعة مثل الذكاء الاصطناعي والبرمجيات والنطاقات الحيوية.
- S&P 500: يتمتّع بتنوعٍ أكبر ضمن القطاعات مثل الرعاية الصحية والنفط والخدمات اللوجستية والنطاقات الصناعية والمالية.
الأداء التاريخي والنطاق السعري
سجلت هذه المؤشرات على مدار السنوات عوائد مختلفة:
- Dow Jones: يتميز بأداءٍ أكثر استجابة للتغيرات في الشركات الكبرى والنطاقات التي تنضج في الأسواق.
- Nasdaq: يتمتّع بعوائد قوية على الأمد الطويل بسبب الشركات التكنولوجية التي شهدت طفرة قوية في السنوات الأخيرة.
- S&P 500: يتمتّع بأداء متوسط لكن أكثر استقراراً نظراً للتنويع ضمن القطاعات المختلفة التي يتضمنها.
تأثير الأوضاع الاقتصادية على هذه المؤشرات
تتأثر هذه المؤشرات بعوامل مختلفة مثل التضخم والناتج الإجمالي والنطاق التوظيفي والناتج الصناعي. فعندما يتمّ رفع نسبة الفائدة على سبيل المثال، تتضرّر الشركات التكنولوجية ضمن ناسداك أكثر بسبب الاقتراض والنمو القائم على الديون، في حين يتراجع الداو جونز بدرجةٍ طفيفة نظراً إلى استقراره ضمن الشركات الأقدم والنطاقات الأقلّ خطورة. كما تؤثر الأوضاع الجيوسياسية مثل التوتّرات والنزاعات على هذه الأسواق بسبب التغير في التوقعات والنطاق الاستثماري.
كيفية الاستثمار في هذه المؤشرات عبر الإنترنت
يمكن أن يتمّ تداول المؤشرات عبر الإنترنت بعد تسجيل الحساب ضمن شركة وساطة معروفة ومرخصة رسمياً.
يمكن التداول على هذه الأداة عبر:
- صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) مثل QQQ (ينسخ أداء ناسداك) أو SPY (ينسخ أداء S&P 500).
- عقود الفروق على الأسعار (CDF) التي تساعد على التداول باستخدام الهامش دون التملك الفعلي للأصل.
- صناديق استثمارية صغيرة للتنويع ضمن محفظات مختلفة دون المخاطرة بكلّ رأس مالك في سهم واحد.
أي أفضل للتنويع في محفظتك؟
يبقى اختيار أفضل الأداة للتنويع ضمن محفظتك حسب الأهداف التي تسعى إليها والنطاق الاستثماري الذي تريده:
- إذا أردت الاستجابة للتغيرات السريعة والنطاقات التكنولوجية، فإن ناسداك يصلح لك أكثر.
- إذا أردت التنويع ضمن الشركات الرائدة والنطاقات المختلفة دون التركيز على التكنولوجية، فهو S&P 500.
- إذا أردت الاستثمار ضمن الشركات الأضخم التي تشكل الدعائم القوية للاقتصاد الأمريكي، فهذا يتمّ عبر Dow Jones.
خاتمة
يمكن أن يساعد التنوع ضمن هذه المؤشرات على بناء محفظة قوية تساعد على تقليل المخاطر مع تحقيق عوائد على الأمد الطويل. يبقى تحديد الأداة الأصلح للتنويع ضمن الأهداف الاستثمارية أمرٌ يتطلب دراسة وتحليلاً للتغيرات التي يشهدها السوق والنطاقات التي يتم التركيز عليها ضمن هذه الأداة.
ننصح دائماً بـ متابعة الأسواق بعناية واستخدام التحليلين الأساسي والتقني للتوفير على نفسك الخسارات غير الضرورية والاغتنام الذكي للتغيرات التي تحدث في الأسواق.