يسعى الكثير من المتداولين لإيجاد طرق تساعدهم على الربح السريع بغض النظر عن المخاطر والخسارات المحتملة التي تؤدي في النهاية إلى خسارة كل شيء. إذ يعتبر تداول الخيارات الثنائية ( Binary Options ) إحدى هذه الطرق الحالمة التي يقوم وسطائها بتقديم وعود كاذبة للمتداولين بتحقيق أهرامات من الثروات ولكن في الحقيقة هي أهرامات من الخسارات والضغوطات النفسية.
سنشرح في المقال التالي حكم تداول الخيارات الثنائية في الإسلام بحسب آراء علماء الفقه الإسلامي وهل هذا النوع من التداولات قانوني أم أنه ينطوي على الكثير من النصب. كما اجبنا عن سؤال هل تداول الذهب حرام في مقالة سابقة
جدول المحتويات
ماهي الخيارات الثنائية ( Binary Options ) ؟
الخيارات الثنائية Binary option هي مشتقات مالية لها منصات خاصة، تتيح للمستخدم المراهنة على اتجاه واحد فقط ضمن وقت زمني محدد وتتضمن احتمالين إما ربح أو خسارة كامل المبلغ الذي قررت المراهنة عليه، هذا يعني أن الخيارات الثنائية هي إحدى أدوات المراهنة تحت مسمى تداول يقوم من خلالها المستخدم بتحديد المبلغ الذي يريد المضاربة به وضمن فترة زمنية محددة ثم يتوقع ارتفاع أو انخفاض السعر وبعد انتهاء الوقت إما يربح أو يخسر كامل المبلغ.
تتيح الخيارات الثنائية للمستخدم التداول على الأصول دون امتلاكها مثل العملات والأسهم وغيرها، وهي تبدو سهلة الفهم للجميع ولكن في حقيقتها أكثر صعوبة وتعقيد وتسبب خسارات فادحة، كما لا يوجد عليها رقابة أو تنظيم وليس لها علاقة بنظام التداول، تبدو الخيارات الثنائية أقرب إلى القمار لأنها تعتمد المراهنة على السعر قبل فتح المركز وتوقع اتجاه العقد المالي أو السوق وتختلف قيمة مبلغ المراهنة أو سعر العقد حسب المنصة المسؤولة.
هل الخيارات الثنائية نصب؟
يتم الترويج لتداول الخيارات الثنائية على منصات مشبوهة وذلك لأنه حتى الآن لا توجد أي منصة عالمية أو عربية مرخصة لتداول الخيارات الثنائية، وبالتالي يمكن أن يتلاعب المسؤولون عن هذه التداولات بآلية الربح و الخسارة بسبب عدم خضوعها لهيئات رقابية ولوائح تنظيمية وبالتالي غالباً هي منصات نصابة.
ما هو حكم تداول الخيارات الثنائية في الإسلام؟
أجمعت معظم الهيئات الشرعية أن تداول الخيارات الثنائية محرم في الإسلام وذلك لأنه يتم الرهان على مبلغ محدد في اتجاه واحد دون أي فهم أو تحليل للسوق ودون وجود أي عملية بيع أو شراء لأصل مالي، فإذا كان التوقع صحيحاً يربح المتداول المبلغ المتفق عليه مع المنصة وإذا كان خاطئاً يخسر كامل المبلغ وهو بذلك يشبه المقامرة المحرمة في الشريعة الإسلامية.
وباعتبار أن هذه الصفقة تعتمد على التنبؤ دون وجود أصل حقيقي فهي بذلك تنطوي على درجة كبيرة من الغرر وعدم اليقين المحرم في الإسلام، كما إن منصات الخيارات الثنائية غير خاضعة لترخيص أو رقابة لذا يتم استغلال المتداولين وفي النهاية خسارات فادحة وضغوط نفسية كبيرة.
هل الربح من الخيارات الثنائية حرام؟
نعم يعتبر الربح من تداول الخيارات محرماً في الإسلام لأنه نوع من المقامرة يتضمن درجة كبيرة من الغرر وعدم اليقين وبالتالي لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية.
ما هو رأي المجمعات الفقهية في تداول الخيارات الثنائية؟
لقد أجمع علماء الفقه الإسلامي في غالبيتهم على تحريم الخيارات الثنائية.
- مجمع الفقه الإسلامي: إن تحريم هذا النوع من التداول يعود إلى كونه يشبه الميسر (القمار) بشكل كبير ويحتوي على الغرر (عدم اليقين) الذي يتنافى مع قواعد الإسلام.
- دار الإفتاء المصرية: حرم هذا النوع من التداولات بسبب عدم وجود أصول حقيقية يتم التداول بها وامتلاك الأصل هو شرط أساسي لشرعية التداول.
ما هي بدائل تداول الخيارات الثنائية؟
توجد عدة بدائل للخيارات الثنائية يمكن الاستثمار فيها مثل سوق الفوركس، الأسهم، تداول العقود الآجلة وصناديق الاستثمار المتداولة ( ETFs )، وتوجد عدة منصات توفر حسابات تداول إسلامية خالية من العمولات والرسوم (رسوم التبييت) او ما يعرف في منصة تداول بدون ربا وبذلك لا تعتبر مخالفة للشريعة الإسلامية ، كما توفر الحسابات الإسلامية تداولات آمنة قليلة المخاطر بسبب حصر الأدوات المستخدمة في التداول لتقليل الخسارات ولكن تقليل الأرباح في نفس الوقت مقارنةً بالحسابات التقليدية.
ختاماً
يعتبر تداول الخيارات الثنائية محرماً في الشريعة الإسلامية نظراً للمخاطرة الكبيرة والمبالغة في عدم اليقين وعدم وجود نظام واضح وصريح لهذا النوع من التداول، كما إن عدم امتلاك أصل مالي فعلي والمبالغة في الوعود الفضفاضة يثير الكثير من الشكوك حول مصداقية الخيارات الثنائية التي لا تعتبر في الحقيقة تداولاً بل مراهنات محفوفة بالمخاطر تحت مسمى تداول.
