يستمر زوج الدولار الأميركي/الفرنك السويسري (USD/CHF) في التراجع لليوم الثاني على التوالي خلال تداولات الأربعاء، مبتعداً بشكل أكبر عن أعلى مستوياته في نحو ثلاثة أسابيع والتي لامسها فوق منطقة 0.8100. ويأتي هذا الهبوط مدفوعاً بتجدد عمليات بيع الدولار الأميركي، ما دفع الزوج للتراجع نحو منتصف نطاق 0.8000، مقترباً من الحد السفلي للنطاق الأسبوعي. يواصل الدولار الأميركي فقدان زخمه مع تراجع مؤشر الدولار DXY إلى أدنى مستوى له خلال أسبوع، بعد صدور بيانات اقتصادية أميركية أضعفت التوقعات بشأن قوة الاقتصاد، وعززت رهانات قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في ديسمبر. فقد أظهر مؤشر أسعار المنتجين PPI تباطؤاً في التضخم، بينما جاءت مبيعات التجزئة أقل من المتوقع، وتراجع مؤشر ثقة المستهلك إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر، ما يشير إلى ضعف ملحوظ في معنويات المستهلكين وسوق العمل.
هذه البيانات عززت الاعتقاد بأن الفيدرالي يمتلك مجالاً أكبر لتيسير السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة. وقد دعمت تصريحات مسؤولي الفيدرالي هذا التوجه، حيث أشار جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إلى إمكانية خفض الفائدة قريباً دون تهديد هدف التضخم. كما أكد كريستوفر والر أن ضعف سوق العمل قد يستدعي خفضاً إضافياً في ديسمبر، بينما ذهب ستيفن ميران إلى أن الوضع الاقتصادي الحالي يتطلب تخفيضات أكبر لتحقيق سياسة نقدية محايدة. في المقابل، يبدو أن البنك الوطني السويسري (SNB) يتجه نحو سياسة أكثر تشدداً نسبياً مقارنة بالفيدرالي، مما يعزز جاذبية الفرنك ويزيد الضغط الهبوطي على زوج USD/CHF. بشكل عام، تستمر الصورة الأساسية في دعم المزيد من الضعف للزوج، مع احتمالية توجّه الأسعار نحو المزيد من الانخفاض إذا استمرت البيانات الأميركية في تعزيز سيناريو خفض الفائدة، وظل الدولار تحت ضغط في ظل تفوق الفرنك السويسري كملاذ آمن وسياسة نقدية أكثر تماسكاً في سويسرا.
