شهدت أسعار النفط تراجعاً في بداية الأسبوع مع عودة صادرات شمال العراق للأسواق، إلى جانب إشارات من منظمة أوبك+ حول نية زيادة متواضعة في الإنتاج خلال نوفمبر المقبل. ووفقاً لما ذكرته باربرا لامبريخت، محللة السلع في كوميرزبانك، فإن هذه التطورات عززت المخاوف من احتمالية اتساع الفائض في المعروض العالمي، رغم استمرار الأسعار عند مستويات مرتفعة نسبياً. فقد ساهمت استئناف الصادرات العراقية في تعزيز الإمدادات، ما ضغط على الأسعار، خاصة في ظل أجواء الحذر التي تسود الأسواق بشأن التوازن بين العرض والطلب.
وأضافت لامبريخت أن الدول الثماني الأعضاء في أوبك+، التي التزمت سابقاً بخفض طوعي للإنتاج، قد تعلن عن زيادات جديدة في الإنتاج بمقدار يقارب 137 ألف برميل يومياً. ورغم أن هذه الزيادة تبدو محدودة، فإنها قد تفتح المجال لمزيد من الضغوط على الأسعار إذا ما ترافقت مع تباطؤ في الطلب العالمي. وتشير التوقعات إلى أن المملكة العربية السعودية قد تكون من أبرز الداعمين لهذه الزيادة، نظراً لرغبتها في توسيع حصتها في السوق العالمية. ومع ذلك، يبقى تأثير هذه القرارات مرهوناً بمدى تفاعل الأسواق مع المستجدات الجيوسياسية والاقتصادية، خصوصاً المخاوف المتعلقة بالنمو العالمي والسياسات النقدية في الاقتصادات الكبرى. وفي ظل هذه الخلفية، يظل التذبذب السمة الأبرز لأسعار النفط خلال الفترة المقبلة، حيث تتجاذبها مخاوف تخمة المعروض من جهة، وعوامل الطلب والملاذات الآمنة من جهة أخرى.
