يتداول الذهب (XAU/USD) في نطاق ضيق خلال النصف الأول من الجلسة الأوروبية بعد موجة ارتفاع قياسية أوصلته إلى مستويات تاريخية مؤخراً. ومع ذلك، أوقفت حالة التشبع الشرائي الزخم الصعودي مؤقتاً، حيث يفضل المستثمرون التريث وعدم فتح مراكز جديدة لتحقيق مكاسب إضافية. ويأتي هذا في وقت يسود فيه مزاج إيجابي في أسواق الأسهم العالمية رغم استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية، ما يحد من الطلب على الذهب كملاذ آمن. ومع ذلك، يظل المعدن النفيس مدعوماً بعوامل أساسية قوية، أهمها ضعف الدولار الأمريكي وتزايد التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي (Fed) سيواصل خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد، وهو ما يقلل من جاذبية الدولار ويمنح الذهب زخماً إضافياً.
من جهة أخرى، جاءت بيانات التوظيف الأمريكية الصادرة عن ADP أضعف من المتوقع، ما عزز رهانات الأسواق بأن البنك الفيدرالي سيخفض تكاليف الاقتراض مرتين إضافيتين هذا العام. هذا السيناريو يُبقي الدولار تحت ضغط ويزيد من جاذبية الذهب باعتباره أصلاً غير مدر للعائد. كما أن التوترات الجيوسياسية المستمرة تساهم في دعم الطلب على المعدن النفيس في المدى القريب. وبالنظر إلى هذه العوامل، يتوقع أن يظل التحيز الصعودي قائماً، حيث قد يُنظر إلى أي تراجع تصحيحي باعتباره فرصة شراء من جانب المستثمرين. ومع اقتراب صدور خطابات أعضاء لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة (FOMC)، يترقب المتداولون إشارات جديدة قد تحدد مسار الذهب خلال الفترة القادمة.
