سجل الجنيه الإسترليني، الثلاثاء، ارتفاعاً ملحوظاً أمام العملات الرئيسية بعد صدور بيانات إيجابية عن سوق العمل في المملكة المتحدة للثلاثة أشهر المنتهية في يونيو، مما عزز التوقعات بشأن متانة الاقتصاد البريطاني في ظل التحديات الاقتصادية العالمية. أفاد مكتب الإحصاءات الوطنية أن الاقتصاد أضاف 239 ألف وظيفة جديدة خلال الربع الثاني، متجاوزاً التوقعات التي أشارت إلى 134 ألف وظيفة فقط، و محققاً انتعاشة ملحوظة مقارنة بالفترة السابقة، حين أبدت الشركات حذراً في التوظيف نتيجة زيادة مساهمات أصحاب العمل في برامج الضمان الاجتماعي إلى 15%.
جاء معدل البطالة، وفق معايير منظمة العمل الدولية، ثابتاً عند 4.7% كما كان متوقعاً، فيما انخفضت طلبات إعانة البطالة في يوليو بمقدار 6.2 ألف، على عكس التقديرات التي رجحت ارتفاعها بـ 20.8 ألف طلب. أما بيانات الأجور فأظهرت تباطؤاً طفيفاً في النمو، حيث ارتفعت الأجور الأساسية (باستثناء المكافآت) بنسبة 5% على أساس سنوي، بينما سجلت الأجور الشاملة (بما في ذلك المكافآت) نمواً بنسبة 4.6%، مقارنة بـ 4.7% المتوقعة و5% في القراءة السابقة.
هذه الأرقام القوية في التوظيف قد تمنح بنك إنجلترا مساحة للحفاظ على نهج “التدرج والحذر” في السياسة النقدية، خاصة بعد قراره الأسبوع الماضي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4%، بأغلبية تصويت ضئيلة. ويركز المستثمرون هذا الأسبوع أيضاً على بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأولية للربع الثاني وبيانات الإنتاج الصناعي لشهر يونيو، المقرر صدورها يوم الخميس، إلى جانب ترقبهم بيانات التضخم الأمريكية التي قد تحدد اتجاه الأسواق في المدى القريب.
