يمتد الاتجاه الصعودي للذهب (XAU/USD) لليوم الثالث على التوالي، حيث اخترق خلال الجلسة الآسيوية يوم الثلاثاء مستوى 3650 دولار للأونصة، مسجلاً قمماً قياسية جديدة. جاء هذا الأداء مدفوعاً بضعف الدولار الأمريكي بعد بيانات الوظائف غير الزراعية (NFP) المخيبة للآمال، والتي عززت رهانات السوق بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتجه إلى خفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل. ومع تسعير المتداولين لاحتمالية ثلاث تخفيضات في معدلات الفائدة بحلول نهاية العام، يزداد الضغط على الدولار الأمريكي، الأمر الذي يدعم تدفقات السيولة نحو الذهب كأصل لا يدر عوائد ولكنه يعد ملاذاً آمناً.
ولا تقتصر محركات الزخم الصعودي على السياسة النقدية الأمريكية فقط، بل إن الاضطرابات السياسية في فرنسا واليابان أضافت مزيداً من الطلب على الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر. ورغم الأجواء الإيجابية في أسواق الأسهم العالمية، ظل المعدن الأصفر متماسكاً في اتجاهه التصاعدي دون أن يتأثر شهية المخاطرة المرتفعة. لكن في المقابل، تحذر المؤشرات الفنية من مستويات تشبع شرائي قوية قد تحد من وتيرة الصعود مؤقتاً، وتجعل المستثمرين أكثر حذراً قبل وضع رهانات جديدة. في هذا السياق، يترقب السوق عن كثب صدور بيانات التضخم الأمريكية المتمثلة في مؤشر أسعار المنتجين (PPI) ومؤشر أسعار المستهلك (CPI) خلال الأسبوع الجاري، والتي قد تحدد المسار التالي لتحركات الذهب على المدى القصير.
