يحافظ الذهب (XAU/USD) على زخمه الصعودي القوي لليوم الرابع على التوالي، مسجلاً قمماً قياسية جديدة قرب مستوى 3870 دولاراً خلال الجلسة الآسيوية يوم الثلاثاء. هذا الأداء الإيجابي يجد دعمه في عدة عوامل أساسية أبرزها تصاعد التوترات الجيوسياسية عالمياً، إضافة إلى المخاوف المتزايدة من إغلاق محتمل للحكومة الأمريكية. هذه الأجواء عززت الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن في وقت يسعى فيه المستثمرون للتحوط من حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي. إلى جانب ذلك، تتزايد رهانات الأسواق على قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعاته المقبلة، وهو ما يبقي الدولار تحت ضغط ويزيد من جاذبية الذهب الذي لا يقدم عوائد لكنه يحتفظ بمكانته كأصل استثماري مستقر في أوقات الأزمات.
في المقابل، يواصل الدولار الأمريكي مواجهة صعوبات في جذب اهتمام المشترين وسط توقعات تيسير السياسة النقدية من جانب الفيدرالي. هذا الضعف يعزز بشكل إضافي الاتجاه الصعودي للذهب الذي لا يظهر حتى الآن إشارات واضحة للتراجع، رغم اقترابه من مناطق التشبع الشرائي على الرسوم البيانية قصيرة الأجل. ويركز المستثمرون الآن على البيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة، وعلى رأسها تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) المنتظر صدوره يوم الجمعة، والذي قد يوفر مؤشرات جديدة بشأن اتجاه السياسة النقدية. لكن حتى ذلك الحين، تبقى الخلفية الأساسية داعمة لمسار الذهب نحو مزيد من المكاسب، مع توقعات باستمرار التدفقات الاستثمارية نحوه كأداة تحوط رئيسية في مواجهة ضعف الدولار ومخاطر الأسواق المتزايدة.