يتداول الذهب (XAU/USD) في نطاق دفاعي خلال جلسة الخميس الأوروبية، محافظاً على موقعه فوق المستوى النفسي 4000 دولار للأونصة، في وقت تتباين فيه إشارات السوق ما بين تفاؤل حذر وضغوط بيعية محدودة. يأتي هذا الأداء بعد أن قلّص المعدن الثمين مكاسبه إثر الإعلان عن اتفاق سلام أولي بين إسرائيل وحماس، مما أدى إلى تراجع الطلب على أصول الملاذ الآمن. كما ساهم ارتفاع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ أغسطس في تعزيز الضغط على الذهب، خصوصاً مع عمليات جني الأرباح في ظل تشبع شرائي واضح على المؤشرات الفنية.
في المقابل، ما تزال رهانات خفض أسعار الفائدة الأمريكية تمثل دعماً مستمراً للذهب، إذ يتوقع المستثمرون أن يتجه الاحتياطي الفيدرالي نحو سياسة أكثر تيسيراً خلال ما تبقى من العام. وتُضاف إلى ذلك المخاوف المتعلقة بإغلاق الحكومة الأمريكية المطوّل، الذي قد يؤثر سلباً على النشاط الاقتصادي، مما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن نسبياً. ويرى المحللون أن منطقة 4000 دولار تبقى نقطة حاسمة في تحديد الاتجاه القادم للمعدن النفيس — فكسرها هبوطاً قد يفتح الباب لتصحيح أعمق نحو مستوى الدعم عند 3890 دولار، في حين أن العودة فوق 4120 دولار (مستوى امتداد فيبوناتشي 161.8%) قد تُعيد الزخم الصعودي بقوة. ينتظر المتداولون الآن خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في وقت لاحق من اليوم، والذي قد يوفر إشارات حاسمة لمسار السياسة النقدية وبالتالي لتوجهات الذهب في المدى القصير.
