شهد الدولار الأمريكي ارتفاعاً طفيفاً في تعاملاته الأخيرة، رغم استمرار حالة الترقب والقلق في الأسواق بشأن مستقبل الرسوم الجمركية والسياسات المالية، وفقاً لما أشار إليه شون أوزبورن، كبير استراتيجي النقد الأجنبي في بنك سكوتيا. وأوضح أن الخطط المتعلقة بالتعريفات الجمركية شهدت حالة من التذبذب، حيث توقفت مؤقتاً ثم عادت مجدداً بعد قرار محكمة الاستئناف الفيدرالية بالسماح باستمرارها مؤقتاً، بانتظار قرارات قضائية إضافية.
ورغم تجاهل الأسواق لهذه التطورات في الوقت الراهن، إلا أن حالة عدم اليقين التي تحيط بالتوجهات التجارية للإدارة الأمريكية لا تزال قائمة، وقد تنعكس بشكل أوضح في البيانات الاقتصادية القادمة. كما تتزايد المخاوف بين المستثمرين من تأثير هذه السياسات على مستقبل الدولار الأمريكي، خاصة في ظل تآكل مفاهيم التجارة الحرة وظهور تساؤلات حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي.
وأحد مصادر القلق الجديدة كان بنداً في مشروع قانون الضرائب الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويقضي بزيادة الضرائب على الدخل السلبي للأفراد والمستثمرين المقيمين في دول تصنف سياساتها الضريبية والرقمية على أنها تمييزية. هذه الخطوة قد تشكل عائقاً أمام تدفقات رأس المال الأجنبي إلى السوق الأمريكية، وهو ما قد يؤثر على استثمارات الأجانب التي تصل قيمتها إلى نحو 31 تريليون دولار في الأصول الأمريكية.
ومن المحتمل وجود ضغوط على الدولار الأمريكي على المدى البعيد، ما يزيد من المخاوف حول استقراره في ظل البيئة الاقتصادية والسياسية المتقلبة.