يحافظ زوج اليورو/الجنيه الإسترليني (EUR/GBP) على مكاسبه قرب مستوى 0.8700 خلال تعاملات الثلاثاء، مستفيداً من الدعم الذي تلقاه اليورو عقب إعلان وزارة المالية الألمانية ارتفاع إيرادات الضرائب الفيدرالية والولائية بنسبة 2.6% على أساس سنوي في سبتمبر. ورغم هذا التحسن المالي النسبي، لا تزال الصورة الاقتصادية لألمانيا قاتمة، إذ انكمش أكبر اقتصاد في أوروبا للسنة الثانية على التوالي خلال 2024، مع توقعات حكومية بنمو محدود لا يتجاوز 0.2% في 2025. وتشير المؤشرات الرائدة إلى غياب أي تسارع اقتصادي ملموس في المدى القريب، مما يحد من الزخم الإيجابي لليورو. كما زاد الضغط على العملة الأوروبية بعد أن خفضت وكالة S&P Global Ratings التصنيف الائتماني لفرنسا من AA- إلى A+، مشيرة إلى تصاعد المخاطر المالية والميزانية في البلاد.
في المقابل، يبقى الجنيه الإسترليني عرضة لتقلبات مرتبطة بتوجهات بنك إنجلترا (BoE)، حيث تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك ومبيعات التجزئة في المملكة المتحدة يوم الأربعاء، لتقييم ما إذا كان البنك المركزي سيواصل دورة خفض أسعار الفائدة خلال ما تبقى من العام. وأكد المحافظ أندرو بايلي أن التضخم لا يزال مرتفعاً عن المستويات المستهدفة، رغم بوادر التباطؤ في نمو الأجور وارتفاع معدل البطالة. لذلك، سيظل اتجاه زوج EUR/GBP مرهوناً بمزيج من العوامل: الأداء الاقتصادي الضعيف في أوروبا مقابل احتمالات تيسير السياسة النقدية في بريطانيا، مع ترجيح استمرار التداول العرضي حول المستوى الحالي لحين صدور بيانات جديدة تحسم الاتجاه القادم.
