يُمدد زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD) سلسلة مكاسبه المتتالية للجلسة السادسة، متداولاً قرب 1.3260 خلال التعاملات الآسيوية يوم الخميس. ويعود هذا الصعود المستمر بشكل رئيسي إلى ضعف الدولار الأمريكي، مع تصاعد رهانات الأسواق على أن الاحتياطي الفيدرالي يتجه بالفعل لخفض أسعار الفائدة في ديسمبر، وهو ما يضغط بشكل مباشر على أداء الدولار ويدعم العملات الرئيسية المقابلة له، وعلى رأسها الجنيه الإسترليني.
ورغم صدور بيانات أمريكية جاءت في ظاهرها إيجابية—منها انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأولية ونتائج قوية لطلبات السلع المعمرة—إلا أن تأثيرها الإيجابي على الدولار ظل محدوداً. فقد طغت توقعات التيسير النقدي على أي دعم قد توفره هذه البيانات، خاصة مع استمرار إشارات التباطؤ الاقتصادي في مؤشرات أخرى. ووفقاً لأداة CME FedWatch، تسعّر الأسواق الآن أكثر من 84% احتمالية لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر، مقارنةً بـ 30% فقط منذ أسبوع واحد، ما يعكس تغيراً كبيراً في توقعات المستثمرين.
في المقابل، يستفيد الجنيه الإسترليني من استمرار الثقة في السياسة الاقتصادية البريطانية عقب إعلان ميزانية الخريف، إضافة إلى تحسن شهية المخاطرة عالمياً مع تراجع الدولار. كما يجد الإسترليني دعماً من توقعات بأن يبقي بنك إنجلترا على نهج حذر دون التعجل في خفض الفائدة، ما يمنحه ميزة نسبية مقابل الدولار الذي يتعرض لضغوط قوية. وبشكل عام، يستمر الزوج في التحرك ضمن اتجاه صاعد واضح، لكن مراقبة تطورات البيانات الأمريكية وتلميحات الاحتياطي الفيدرالي ستظل العامل الأكثر تأثيراً في تحديد مسار الزوج خلال الجلسات المقبلة.
