يتمسك الين الياباني (JPY) بمكاسب قوية خلال تعاملات الثلاثاء، مدعوماً بتجدد مخاوف التدخل الحكومي لكبح التراجع المفرط في العملة المحلية. يأتي ذلك وسط حالة ترقب شديدة في الأسواق قبل اجتماعي بنك اليابان (BoJ) والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed)، حيث يفضل المتداولون تجنب المراكز الكبيرة إلى حين وضوح الاتجاه النقدي من الجانبين. ارتفع الين بوضوح مقابل الدولار الأمريكي بعد أن لامس أدنى مستوياته في أكثر من أسبوعين، مستفيداً من عمليات إعادة التمركز وتحركات المستثمرين نحو الأصول الآمنة قبيل قرارات السياسة النقدية المرتقبة.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات التضخم في قطاع الخدمات الياباني ارتفاعاً للشهر الثاني على التوالي في سبتمبر، ما عزز توقعات الأسواق بأن بنك اليابان قد يتجه نحو رفع تدريجي في أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة. هذا التوجه يشكّل تبايناً حاداً مع موقف الاحتياطي الفيدرالي المتساهل، والذي باتت الأسواق ترجّح أنه سيبقي على أسعار الفائدة دون تغيير أو يتجه إلى خفضها في المدى المتوسط، ما يضغط على الدولار الأمريكي ويزيد من جاذبية الين.
رغم ذلك، يواجه الين بعض القيود على مكاسبه، إذ إن التوقعات بزيادة الإنفاق الحكومي تحت قيادة رئيس الوزراء الياباني الجديد سناي تاكايشي قد تؤدي إلى تراجع جزئي في الطلب على العملة اليابانية كملاذ آمن. ومع استمرار حالة التباين بين سياسات البنكين المركزيين، تبقى تحركات الين مرتبطة بعوامل مزدوجة من السياسة النقدية والتدخلات المحتملة، مما يجعل التداول عليه عرضة لتقلبات حادة خلال الأيام المقبلة.
