سجل الجنيه الإسترليني تراجعاً ملحوظاً أمام أغلب العملات الرئيسية خلال تداولات الخميس، عقب صدور بيانات رسمية أكدت انكماش الاقتصاد البريطاني بوتيرة فاقت التوقعات خلال شهر أبريل. وأفاد مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني أن الناتج المحلي الإجمالي تراجع بنسبة 0.3% على أساس شهري، في حين كانت التقديرات تشير إلى انخفاض طفيف لا يتجاوز 0.1%. ويأتي هذا التراجع بعد نمو بنسبة 0.2% في مارس، ما يعكس تباطؤاً اقتصادياً واضحاً أثار قلق الأسواق.
البيانات السلبية لم تقتصر على الناتج المحلي فقط، بل شملت أيضاً قطاعي التصنيع والصناعة، حيث انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 0.6% والإنتاج التصنيعي بنسبة 0.9% في نفس الشهر، وهو ما يعزز الصورة القاتمة للوضع الاقتصادي في المملكة المتحدة. هذا التباطؤ، إلى جانب التراجع في وتيرة التوظيف خلال الأشهر الثلاثة حتى نهاية أبريل، يزيد من الضغط على. بنك إنجلترا ويضعه أمام خيار قد لا يكون بعيداً، وهو الاتجاه إلى مزيد من خفض أسعار الفائدة.
وكان البنك المركزي قد خفض بالفعل سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في مايو ليصل إلى 4.25%، معتبراً أن أي خطوات مستقبلية ستتم بحذر وتدريج. لكن المستجدات الاقتصادية الأخيرة قد تدفعه لإعادة النظر في هذه السياسة.