المارجن هو أحد الأدوات المالية المستخدمة في التداول والتي تساعد المتداولين على استثمار جزء صغير من أموالهم للحصول على أرباح كبيرة، ولكن يحتاج المارجن إلى دليل يبين شرعية استخدامه في الدين الإسلامي.
لذلك سنحاول في المقال التالي التعرف على المارجن ( الهامش ) وطريقة استخدامه وهل هو حلال أم حرام.
جدول المحتويات
ما هو المارجن؟
المارجن هو الرصيد المالي الذي يخصصه المتداول للدخول في صفقة والحفاظ عليها مفتوحة، ويعاد إليه عند نهاية الصفقة.
ويقسم إلى نوعين: المارجن المستخدم وهو مبلغ الإيداع الذي يستخدمه المتداول لفتح الصفقة، والمارجن المتاح وهو المبلغ الذي يجب أن يكون متوفراً في حساب التداول لتغطية قيمة الصفقة وقيمة الخسائر المحتملة.
ويتيح للمتداولين الاستثمار في رأس مال أكبر بكثير من الرصيد المتاح لديهم، كما يساعدهم في الحصول على أرباح كبيرة تفوق توقعاتهم.
ولكن استخدام المارجن وغيره من الأدوات المالية الأخرى يتطلب من المتداول فهم وتحليل السوق وتجنب المخاطرة المرتفعة لأن ذلك سيؤدي إلى خسائر كبيرة
هل المارجن حلال أم حرام؟
يرغب الكثير من الناس العمل في التداول ولكن هناك العديد من الأدوات المالية المستخدمة في هذا المجال والمثيرة للشبهات ويحتاج الناس إلى دليل واضح لمعرفة حكم استخدامها حسب الشريعة الإسلامية، ومن ضمن هذه الأدوات المارجن.
حيث إن الطريقة التي تتم بها المعاملات المالية باستخدامه كالاقتراض من شركات الوساطة مع دفع عمولة محددة، والرسوم المفروضة لإبقاء الصفقة مفتوحة تجعله في موضع الشك والتساؤل هل هو حلال أم حرام.
وبحسب مجمع الفقه الإسلامي ومعظم علماء المسلمين فإن حكم استخدام المارجن في التداول هو التحريم ولكن هذا لا يعني أن التداول محرم بل يمكن الاستثمار لكن من دون استخدام هذه الأداة المالية.
كيف يتم حساب الهامش ؟
يتم احتسابه من خلال المعادلة التالية:
مستوى المارجن = ( حجم الصفقة / الرافعة المالية ) * 100
على سبيل المثال، إذا أردت التداول في الأسهم فقمت بشراء 100 سهم بقيمة 40 دولار للسهم الواحد فيكون المبلغ الإجمالي للصفقة 4000 دولار.
واشترطت شركة الوساطة توفر هامش 10% في حساب تداولك، فهذا يعني أنك ستقوم بإيداع 400 دولار في حسابك، وبذلك ستفتح صفقة بقيمة 4000 دولار برأس مال 400 دولار.
ما هو حكم المارجن في الإسلام؟
يعتبر التداول شكل من أشكال التجارة التي لم تحرم في الدين الإسلامي على العكس شجع الإسلام العمل بها لكن ضمن شروط وقواعد معينة.
يتيح العمل في التداول استخدام أدوات مالية عديدة ومن ضمنها المارجن الذي اتفق مجمع الفقه الإسلامي على تحريمه لأنه يتضمن عقود وممارسات محرمة في الإسلام وهي كما يلي:
يشتمل المارجن على الربا لأن القرض الذي ستمنحه شركة الوساطة للمتداول لإتمام الصفقة سيكون مقابل عمولة تأخذها عن كل معاملة تقوم بها، ويضاف إلى ذلك أن الجمع بين القرض والبيع مع الوسيط منهي شرعاً حسب قول الرسول (ص): لا يحل سلف وبيع .
- لا يوجد في هذه المعاملات تقابض مباشر استلام وتسليم وهذا مرفوض في الإسلام.
- يدفع المتداول لشركة الوساطة رسوم يسمي ( رسوم التبييت) لإبقاء الصفقة مفتوحة أكثر من ليلة في حال عدم القدرة على إغلاقها في الوقت المحدد، وهذا نوع من الربا.
- يحمل التداول باستخدام المارجن مخاطرة كبيرة لأن انخفاض الأسعار وتحرك السوق ضد مركزه سيسبب للمتداول خسارة مالية كبيرة وقد تفوق الرصيد الكامل المخصص للتداول وهذا يتعارض مع الشريعة الإسلامية
ختاماً إن الإسلام حرم التداول باستخدام المارجن ليس لمنع المتداول الذي لا يملك الرصيد اللازم لإتمام الصفقة من الاستثمار، بل لأنه يشتمل على الربا والسمسرة والعديد من المعاملات المالية المحرمة في الشريعة الإسلامية.
تم الاستناد في اعداد المقالة الى المصادر التالية :
مجمع الفقه الاسلامي الدولي : https://iifa-aifi.org/ar/2035.html