الفرق بين الفوركس وعقود الفروقات

في عالم التداول والاستثمار المالي، يوجد العديد من الأدوات المالية التي يمكن للمتداولين والمستثمرين استخدامها لتحقيق الأرباح. من بين هذه الأدوات الشائعة هي الفوركس و عقود الفروقات (CFD) على الرغم من أن كلاهما يتعلق بالتداول في الأسواق المالية العالمية، إلا أن هناك اختلافات جوهرية بينهما في طريقة عمل كل منهما، والمخاطر المرتبطة بهما، وكذلك الفرص التي يوفرانها ومن خلال هذا المقال، سوف نتناول الفروق بين الفوركس و عقود الفروقات، مع تقديم شرح مفصل لمزاياهما وعيوبهما.

شرح مفهوم الفوركس

الفوركس هو اختصار لـ “Foreign Exchange”، وهو سوق تداول العملات الأجنبية. يعتبر الفوركس أكبر سوق مالي في العالم من حيث حجم التداول اليومي، حيث يتجاوز حجم التداول اليومي فيه 6 تريليونات دولار.

في سوق الفوركس، يقوم المتداولون بشراء وبيع العملات بناءً على التوقعات حول تحركات الأسعار بين العملات المختلفة. يتم التداول في أزواج من العملات، مثل اليورو مقابل الدولار الأمريكي (EUR/USD) أو الجنيه الإسترليني مقابل الين الياباني (GBP/JPY). الهدف من التداول في الفوركس هو الاستفادة من تغيرات الأسعار، فالمتداول يشتري العملة التي يتوقع ارتفاع قيمتها مقابل العملة الأخرى، أو يبيع العملة التي يتوقع انخفاض قيمتها.

الفوركس يتمتع بسيولة عالية على مدار الساعة، مما يتيح للمتداولين فرصة تداول العملات في أي وقت خلال الأسبوع. لكن هذا السوق يتطلب فهما عميقا وتحليلا تقنيا لتحديد اتجاهات السوق بدقة.

شرح مفهوم عقود الفروقات

عقود الفروقات أو CFD (Contract for Difference) هي عقود مالية تتيح للمتداولين فرصة الاستفادة من تقلبات الأسعار للأصول المالية دون الحاجة لامتلاك هذه الأصول بشكل فعلي. تتنوع الأصول التي يمكن تداولها عبر عقود الفروقات، مثل الأسهم، السلع، العملات،صناديق المؤشرات، والعقارات.

في عقود الفروقات، يتفق المتداول مع الوسيط على دفع الفارق بين سعر الأداة المالية في بداية العقد وسعرها عند إغلاق العقد. يتم الدفع بناءً على الفرق بين السعرين، سواء كان المتداول قد ربح أو خسر من تلك الصفقة. يُسمح للمتداول باستخدام الرافعة المالية، مما يعني أنه يمكنه تداول عقود بقيمة أكبر من المبلغ الذي يملكه في حسابه. هذه الميزة يمكن أن تزيد من الأرباح ولكن أيضًا من المخاطر.

تعتبر عقود الفروقات طريقة مرنة للتداول، حيث يمكن للمتداولين التنبؤ سواء بصعود أو هبوط الأصول، وبالتالي يمكنهم الربح من الاتجاهين. كما أنها تتمتع بسيولة مرتفعة، مما يجعلها جذابة للكثير من المستثمرين.

مقارنة بين الفوركس وعقود الفروقات

الإختلافات الجوهرية

1. الأدوات المالية المتاحة للتداول:
   • الفوركس: يقتصر على تداول العملات الأجنبية فقط، أي يمكن للمتداولين شراء وبيع أزواج من العملات فقط.
   • عقود الفروقات: توفر مجموعة واسعة من الأصول المالية مثل العملات، الأسهم، السلع، المؤشرات، وحتى العملات الرقمية، مما يتيح للمتداولين تنويع محفظتهم.
2. طريقة التداول:
   • الفوركس: يتم التداول في أزواج من العملات، حيث يشتري المتداول عملة معينة ويبيع عملة أخرى.
   • عقود الفروقات: يتم التداول في عقود على الأصول المالية، ويُسمح للمتداولين بتحديد ما إذا كانوا يتوقعون ارتفاع أو انخفاض الأسعار.
3. الرافعة المالية:
   • الفوركس: يوفر الفوركس أيضاً الرافعة المالية، ولكن مع وجود قيود تنظيمية متفاوتة حسب البلد.
   • عقود الفروقات: عقود الفروقات تسمح أيضًا باستخدام الرافعة المالية، وغالبًا ما تكون الرافعة المالية أعلى في عقود الفروقات مقارنة بالفوركس.
4. الملكية الفعلية للأصول:
   • الفوركس: لا يتطلب الأمر أن يكون لدى المتداول ملكية فعلية للعملات التي يتم تداولها. يتم شراء وبيع العملات بشكل افتراضي.
   • عقود الفروقات: في حالة عقود الفروقات، لا يمتلك المتداول الأصول المادية التي يتداولها، وإنما يتداول على الفارق بين أسعار الأداة المالية في بداية العقد ونهايته.

المزايا

1. الفوركس:
   • سيولة عالية: يوفر سوق الفوركس سيولة غير محدودة بفضل حجم التداول الكبير.
   • تداول على مدار الساعة: يمكن للمتداولين التداول في أي وقت من اليوم أو الليل.
   • فرص ربح من الاتجاهين: يمكن للمتداولين الربح من تحركات السوق سواء كانت صعودًا أو هبوطًا.
   • كفاءة منخفضة في تكاليف التداول: في كثير من الحالات، تكون تكاليف التداول في سوق الفوركس أقل مقارنة بالأسواق الأخرى.
2. عقود الفروقات:
   • تنوع الأصول: يمكن للمتداولين الوصول إلى مجموعة واسعة من الأصول المالية، بما في ذلك الأسهم، السلع، والعملات.
   • إمكانية الربح من الهبوط: يمكن للمتداولين ربح الأموال في الأسواق الهابطة عن طريق بيع الأصول.
   • استخدام الرافعة المالية: توفر عقود الفروقات فرصة لزيادة حجم الاستثمار باستخدام الرافعة المالية.

العيوب

1. الفوركس:
   • تقلبات السوق: سوق الفوركس معروف بتقلباته الحادة، مما يزيد من مخاطر التداول.
   • يتطلب معرفة دقيقة: التداول في الفوركس يحتاج إلى تحليل دقيق وتخطيط جيد.
   • خطر الرافعة المالية: إذا استخدم المتداول الرافعة المالية بشكل مفرط، قد يتسبب ذلك في خسائر كبيرة.
2. عقود الفروقات:
   • رسوم إضافية: بعض الوسطاء يفرضون رسومًا على فتح وإغلاق العقود، مما قد يؤثر على الربح.
   • الخطر المرتبط بالرافعة المالية: مثل الفوركس، يمكن للرافعة المالية في عقود الفروقات أن تزيد من المخاطر بشكل كبير.
   • عدم امتلاك الأصول: بما أن المتداول لا يمتلك الأصول فعلياً، فإن العقود لا تقدم الفوائد المرتبطة بامتلاك الأصول.

في النهاية، يمكن القول أن الفوركس و عقود الفروقات هما أدوات تداول مالية مشهورة في الأسواق العالمية، وكل منهما يتمتع بمزايا وعيوب. الفوركس يركز على تداول العملات الأجنبية ويتميز بالسيولة العالية ومرونة التداول على مدار الساعة، بينما تقدم عقود الفروقات فرصا أكبر للتنوع في الأصول المالية ويمكن للمتداولين الاستفادة من تحركات السوق في كلا الاتجاهين، الصاعد والهابط.

عند اتخاذ القرار بشأن أي من الأدوات المالية يجب التداول بها، ينبغي للمتداولين فهم خصائص كل منهما بشكل جيد. الاختيار بين الفوركس وعقود الفروقات يعتمد على أهداف المتداول، ودرجة المخاطرة التي يمكنه تحملها، والمعرفة الفنية في الأسواق.