في عالم التداول والاستثمار يعتبر التداول بالهامش من أهم الأدوات الرئيسية التي يستخدمها المتداولون بغرض شراء كمية أكبر من الأصول وتضخيم الأرباح دون الحاجة لاستثمار رأس مال كبير، ولكن ما هو التداول بالهامش؟ باختصار يمكن تعريف التداول بالهامش على أنه عملية اقتراض من وسيط التداول للمتداولين مما يسمح لهم بتداول أصول مالية بقيمة أعلى مما لديهم من رأس مال فعلي، ولذلك فإن التداول بالهامش يفتح أبواباً واسعة للاستفادة من حركات الأسواق المالية بشكل أكبر، ولكن في الوقت ذاته ينطوي التداول بالهامش على مخاطرة كبيرة وبالتالي يجب على المتداول فهم الأساسيات والمخاطر المرتبطة بهذه الاستراتيجية.
دعونا نتعمق في هذا المقال عن موضوع التداول بالهامش، حيث نكتشف سويًا كيف يعمل التداول بالهامش وما هي الفوائد والمميزات التي يقدمها للمتداولين،هذا بالإضافة إلى أهم التحديات التي يجب على كل متداول الانتباه إليها عند اتباع استراتيجية التداول بالهامش وذلك من أجل ضمان نجاح هذه الاستراتيجية بأمان وثقة.
جدول المحتويات
ما هو الهامش؟
الهامش هو مصطلح يستخدم في عدة سياقات مالية ومن بينها الهامش في سوق الأوراق المالية، وفي هذا السياق المالي يُعرف الهامش على أنه الضمان الذي يجب على المستثمر إيداعه لدى وسيط التداول أو البورصة لتغطية المخاطرة الائتمانية التي يتسبب بها المتداول على الوسيط أو البورصة، حيث يمكن للمتداول إنشاء مخاطرة ائتمانية إذا اقترض نقدًا من الوسيط لشراء أدوات مالية بقيمة أكبر من الإيداع أو اقترض أدوات مالية لبيعها على المكشوف أو دخل في عقد مشتق.
عندما يشتري المتداول الأصول المالية على الهامش فإنه يقوم بشراء الأصل عن طريق اقتراض الرصيد من الوسيط بدلًا من إيداع المبلغ الكامل للاستثمار بنفسه، يشير الشراء على الهامش إلى الدفعة الأولية التي يدفعها المتداول للوسيط من أجل الحصول على الأصل المالي؛ حيث يستخدم الأوراق المالية المؤهلة في حساب الوساطة كضمان.
ما هو التداول بالهامش؟
تتيح الكثير من شركات التداول عبر الإنترنت إمكانية فتح حساب تداول بالهامش أو كما يسميها البعض بالرافعة المالية، وفي هذه العملية يكون بإمكان المتداول دفع مبلغ أولي صغير ثم اقتراض المزيد من الأموال من الوسيط وذلك بغرض شراء المزيد من الأصول وبالتالي تحقيق أرباح أعلى، أو -من الممكن- خسائر أكبر.
استخدام الهامش لشراء الأوراق المالية يعتبر في الواقع مثل استخدام النقود الحالية أو الأوراق المالية الموجودة بالفعل في حسابك البنكي كضمان للحصول على قرض لشراء منزل أو سيارة حيث يأتي القرض المرتهن بضمان بسعر فائدة دوري يجب دفعه، وكذلك يستخدم المستثمرون الأموال المقترضة للتداول على الأوراق المالية وبالتالي سيتم تضخيم الأرباح أو الخسائر نتيجة لذلك، وفي الواقع يمكن أن يكون التداول بالهامش مفيدًا في الحالات التي يتوقع فيها المستثمر كسب معدل عائد أعلى على الاستثمار مما يدفعونه كفائدة على القرض.
على سبيل المثال إذا كان وسيط التداول الذي تعمل معه يتطلب دفع هامش أولي بنسبة 60% لحسابك بالهامش وكنت تريد شراء أوراق مالية بقيمة 10,000 دولار فإن الهامش في هذه الحالة سوف تكون قيمته 6,000 دولار ويمكنك استعارة الباقي من الوسيط من أجل شراء الأوراق المالية والاستفادة من فرص الربح الأكبر المتاحة لك.
وتُعتبر شركة انفستنغور واحدة من تلك الشركات التي توفر خيار التداول بالهامش، حيث تُقدم نسبة رافعة مالية تصل إلى 1:200 لجميع أنواع الحسابات. وبفضل هذه الرافعة المالية العالية، يمكن للمستثمرين تحقيق أرباح أعلى من استثماراتهم بمبالغ أقل.
مميزات وعيوب التداول بالهامش
في الواقع يمكن أن يكون التداول بالهامش سلاح ذو حدين حيث أنه يمكن أن يتيح فرصة تضخيم الأرباح وتنويع المحفظة الاستثمارية برأس مال قليل، ولكن من الممكن أيضًا أن تنتج عنه مخاطر ليس أسوأها خسارة رأس مالك بأكمله، نعم يمكن أن تمتد الخسائر لأكثر من رأس المال ويمكن أن يقوم وسيط التداول ببيع أصولك المالية بشكل إجباري من أجل سداد القرض المستحق، ولذلك أشارت هيئة الأوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة إلى أن حسابات التداول بالهامش قد تكون خطيرة جدًا ولا تناسب جميع المتداولين.
مميزات التداول بالهامش
- زيادة العائدات بالرافعة المالية: يمكن للتداول بالهامش زيادة العائدات من الاستثمارات بواسطة استخدام الرافعة المالية، حيث يمكن للمستثمر تضخيم الأرباح بشراء أصول بقيمة أعلى باستخدام الأموال المقترضة.
- زيادة القوة الشرائية: يتيح التداول بالهامش للمستثمرين إمكانية شراء أصول بقيمة أعلى مما لديهم من رأس مال فعلي وهو ما يزيد من فرص تحقيق الأرباح.
- تنويع المحفظة: بفضل التداول بالهامش يمكن للمستثمرين تنويع محافظهم الاستثمارية بشكل أفضل، حيث يمكنهم شراء مجموعة متنوعة من الأصول دون الحاجة إلى الاستثمار بكامل قيمتها.
- مرونة في الاستثمار: يمنح التداول بالهامش المستثمرين مرونة أكبر في إدارة استثماراتهم، حيث يمكنهم استخدام الهامش للتداول بشكل فعال حتى في حالة عدم توفر رأس مال كافي.
عيوب التداول بالهامش
- زيادة المخاطر: يترتب على التداول بالهامش زيادة المخاطر، حيث يمكن للخسائر أن تكون أكبر من رأس المال الفعلي المستثمر.
- تضخم الخسائر: بالرغم من أن الرافعة المالية يمكن أن تزيد الأرباح إلا أنها تضخم أيضًا الخسائر مما يزيد من مخاطر التداول.
- مكالمات الهامش: في بعض الحالات قد تؤدي الخسائر الكبيرة إلى مكالمات هامش، حيث يُطلب من المستثمر إيداع مزيد من الأموال لتغطية الخسائر أو بيع الأصول.
- بيع الأوراق المالية بشكل إجباري: في بعض الأحيان وفي حالة الخسارة تحديدًا قد يقوم وسيط التداول بتصفية إجبارية للأصول تؤدي إلى بيع الأوراق المالية (غالبًا بخسارة) من أجل سداد القرض.
- تكاليف الفائدة: يجب على المستثمرين دفع فوائد على الأموال المقترضة من الوسيط مما يمكن أن يؤثر على العائدات الصافية.
في النهاية يمكننا القول أن التداول بالهامش يعتبر استراتيجية استثمارية متقدمة وقوية توفر فرصًا مثيرة ومميزات مهمة للمستثمرين للحصول على أرباح ضخمة، ومع ذلك يجب على المتداولين فهم المخاطر المرتبطة بهذه الاستراتيجية واتخاذ القرارات بحكمة ومسؤولية، كما أنه يعتبر من الضروري التدريب والتعلم لفهم كيفية استخدام الهامش بشكل صحيح وفعال.