المدونة

مؤشر ستاندرد آند بورز S&P500

مؤشر ستاندرد آند بورز S&P500

يعتبر مؤشر ستاندرد آند بورز S&P500 من المؤشرات العالمية الهامة التي تعكس أداء الشركات الأمريكية الكبرى وتمثل التطور والنمو الاقتصادي للسوق.

سنشرح في المقال التالي أهمية مؤشر S&P500 وكيف يمكن الاستثمار به مع أهم ميزاته وعيوبه.

ما هو مؤشر ستاندرد آند بورز؟

مؤشر ستاندرد آند بورز S&P500 وهي اختصار Standard & Poor’s 500  وهو أحد المؤشرات المالية الرئيسية التي تقيس أداء أسهم أكبر 500 شركة مالية كبرى في الولايات المتحدة الأمريكية. كما يعد مقياساً لقوة الاقتصاد الأمريكي ويتم اختيار الشركات المدرجة في هذا المؤشر بحسب القيمة السوقية والسيولة والقطاع الذي تنتمي إليه.

يتم تحديث قائمة الشركات في المؤشر باستمرار مثل إضافة شركة ذات أداء قوي وناجح واستبعاد أخرى ذات أداء ضعيف وذلك حسب التغييرات الحاصلة في السوق،  تعتبر شركة إنفيديا ( NVDA ) من الشركات الأكثر تأثيراً على مؤشر S&P500 فهي من الشركات الكبرى ذات القيمة السوقية والسيولة المرتفعة

ما أهمية مؤشر ستاندرد آند بورز؟

يعتبر مؤشر S&P500 أداة فعالة لقياس مدى سلامة الإقتصاد الأمريكي وله أهمية كبيرة في عدة جوانب أبرزها ما يلي:

  • مقياس اقتصادي: يقيس المؤشر النمو الاقتصادي ومعنويات المستثمرين والأوضاع الاقتصادية، حيث إن ارتفاعه يعتبر مؤشر على سلامة الاقتصاد أما انخفاضه فيدل على تباطؤ النمو الاقتصادي.
  • قياس أداء الاستثمار: يقيس هذا المؤشر أداء الشركات المدرجة وخاصة الشركات الكبرى ذات القيمة السوقية المرتفعة، كما يمكن للمستثمرين استخدام هذا المؤشر من خلال صناديق الاستثمار المتداولة ( ETFs ) أو الصناديق المشتركة التي تتبع أداء المؤشر.
  • تنويع القطاعات: يغطي هذا المؤشر قطاعات متنوعة مثل التكنولوجيا، الرعاية الصحية، والطاقة مما يجعله مؤشراً موثوقاً يعطي تقييم حقيقي للاقتصاد الأمريكي، بالإضافة أن التنويع يساعد على تقليل المخاطر ويعد أحد أساليب التحوط الفعالة.

ما هي معايير اختيار الشركات المدرجة في مؤشر S&P500؟

يتم اختيار الشركات المدرجة في مؤشر S&P500 بناءً على مجموعة من العوامل الهامة ويتم تحديث هذا المؤشر باستمرار واستبعاد الشركات التي يضعف أدائها وإضافة الشركات الأكثر نجاحاً وهذه العوامل هي ما يلي:

  • يجب أن يكون مقر الشركة هو الولايات المتحدة الأمريكية ويتم تداول أسهم الشركة في البورصات الأمريكية.
  • يجب أن تكون القيمة السوقية للشركة كبيرة لا تقل عن 15 مليار دولار أمريكي و50% من أسهمها مدرجة للتداول في بورصة نيويورك.
  • يجب أن تكون الشركة ذات سيولة مرتفعة وقابلة للتداول بسهولة.
  • يجب أن تكون الشركة حققت أرباح خلال العام السابق أو يتم تقييم أرباحها حسب الأرباع السابقة.
  • اختيار شركات من قطاعات متنوعة لضمان أن يغطي المؤشر كامل الاقتصاد الأمريكي.
  • تقييم الشركات في المؤشر بشكل دوري لإضافة الشركات التي تحقق نجاحات كبيرة واستبعاد الشركات التي تمر بأزمات مالية أو قانونية كبيرة أو التي تغير أدائها.

ما هو تاريخ مؤشر ستاندرد آند بورز؟

تم إطلاق المؤشر في 4 مارس عام 1957 وسبب تسميته S&P500 هو اندماج شركة Standard statistics التي كانت تتكون من 233 سهم مع شركة Poor’s Publishing التي كانت تمتلك 90 سهم و نتج عن اندماج هاتين الشركتين شركة Standard &Poor’s التي وسعت عدد الشركات المدرجة ضمنها إلى 500 ليصبح اسمها S&P500 وهي تضم كبرى شركات الولايات المتحدة الأمريكية وتعتبر معياراً أساسياً لقياس أداء السوق.

في عام 1969 عند ارتفاع التضخم في أمريكا عانى الاقتصاد من ركود النمو وانخفض المؤشر بشكل كبير، وفي عام 1973 تأثر المؤشر بشكل كبير بسبب صدمة أسعار النفط والتقلبات الشديدة في السوق.

في عام 2000 ارتفع المؤشر بشكل كبير بسبب النمو الاقتصادي العالمي القوي والابتكارات التكنولوجية والاستقرار السياسي الذي شهده العالم تلك الفترة. وفي تلك الفترة ظهرت فقاعة الدوت كوم التي أدت إلى ارتفاع المؤشر إلى أعلى مستوياته وبمجرد انفجار هذه الفقاعة عاد وانخفض بشكل كبير.

في عام 2008 في فترة الركود والأزمة المالية انخفض المؤشر بشكل كبير ووصل إلى أدنى مستوياته في مارس 2009 ، ثم بدأ يتحسن وضع الأسهم ليرتفع قليلاً في نهاية 2009، وفي عام 2013 استعاد المؤشر كامل خسائره المتعلقة بالأزمة المالية واستمر المؤشر بالارتفاع حتى عام 2020 شهد تقلبات شديدة بسبب جائحة كورونا والتي سببت توقف النمو الاقتصادي العالمي ولكنه تعافى بعد فترة بفضل دعم السياسات الاقتصادية.

كيف يتم الاستثمار في مؤشر S&P500 ؟

لا يمكن الاستثمار مباشرة في مؤشر S&P 500، لأنه ليس أصلاً مالياً متاحاً للتداول، ولكن يمكن الاستثمار في الأدوات المالية التي تتبعه بما يعرف بتداول المؤشرات.

  • صناديق الاستثمار المتداولة ( ETFs )للاستثمار في مؤشر S&P 500 عبر الصناديق المتداولة (ETFs)، يجب اختيار صندوق مناسب، حيث إن هذه الصناديق تحتوي على أسهم الشركات المدرجة في المؤشر وتعكس أداءه. من أشهر الصناديق التي تتبع المؤشر: SPDR S&P 500 ETF، Vanguard S&P 500 ETF، وiShares Core S&P 500 ETF.
  • صناديق المؤشرات Index Fundsتعد صناديق المؤشرات (Index Funds) خياراً شائعاً للمستثمرين الراغبين في استثمار طويل الأجل، حيث توفر تنوعًا استثمارياً بتغطية جميع الشركات المدرجة في المؤشر دون الحاجة إلى إدارة نشطة أو مراقبة يومية للسوق. من أشهر صناديق المؤشرات التي تتبع S&P 500: Vanguard 500 Index Fund وFidelity 500 Index Fund
  • العقود المستقبلية Futures
    مكن للمستثمرين المحترفين التداول في مؤشر S&P 500 من خلال العقود الآجلة (Futures)، والتي تتيح المضاربة على تحركات المؤشر باستخدام الرافعة المالية. يتم تداول هذه العقود في منصات مثل بورصة شيكاغو التجارية (CME Group)، ولكنها تتطلب خبرة كبيرة في تحليل السوق وإدارة المخاطر نظراً لاحتمال تحقيق أرباح أو خسائر كبيرة.
  • الاستثمار في الأسهم الفردية
    يمكن للمستثمرين شراء أسهم الشركات المدرجة في مؤشر S&P 500 بشكل فردي، مما يتيح لهم اختيار شركات معينة بدلاً من الاستثمار في المؤشر بالكامل. ومع ذلك، فإن هذا النوع من الاستثمار يعتمد على أداء كل شركة على حدة، وليس أداء المؤشر العام.

ما هي مزايا مؤشر ستاندرد آند بورز؟

يتمتع مؤشر S&P500 بالعديد من المزايا التي تجعله من أهم المؤشرات المالية عالمياً وهذه المزايا هي:

  • يتميز أنه مؤشر متنوع فهو يضم أكثر من 500 شركة من مختلف القطاعات وهذا ما يجعله من المؤشرات الشاملة والتي تعكس الأداء الحقيقي للاقتصاد الأمريكي.
  • يعتبر من المؤشرات العالمية التي يستخدمها الكثير من المستثمرين لدراسة السوق الأمريكي.
  • الصناديق المتداولة والعقود المتعلقة بالمؤشر ذات سيولة مرتفعة جداً مما يسهل إغلاق الاستثمارات.
  • يعتبر من المؤشرات المفيدة على المدى الطويل ويحقق أرباحاً أفضل.
  • تنوع القطاعات التي يغطيها المؤشر تقلل من المخاطر المتعلقة به.
  • يمكن بسهولة استثماره عبر صناديق المؤشرات المتداولة ( ETFs ) أو الصناديق المشتركة.

ما هي عيوب مؤشر S&P500  ؟

على الرغم من المزايا الكثيرة لمؤشر S&P500 إلا أن لديه بعض العيوب وهي:

  • يقتصر هذا المؤشر على الشركات الأمريكية فقط لذا لا يمكن للمستثمرين الوصول إلى شركات دولية من خلاله.
  • يغطي هذا المؤشر كبرى الشركات ولا يمثل الشركات الصغرى وهذا ما يجعله معرضاً للتراجع في حال تراجع الشركات الكبرى وتفويت فرص نمو الشركات الصغرى.
  • على الرغم من أن الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة منخفض التكاليف إلا أنه يترتب عليه رسوم إدارية بشكل دائم.

يعد مؤشر ستاندرد آند بورز أداة فعالة ومتقدمة لقياس مدى سلامة الاقتصاد الأمريكي عن طريق تنوع القطاعات التي يغطيها والمزايا العديدة التي يمتلكها. كما يتم تحديث وتطوير هذا المؤشر باستمرار ليشمل كبرى الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية.

شارك المقال لتعم الفائدة

مواضيع ذات علاقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!