يفضل المستثمر المسلم الذي يرغب التداول وفق الشريعة الإسلامية استخدام محفظة استثمارية إسلامية لإيداع الأصول التي يريد تخزينها وتداولها بعد فترة زمنية قصيرة أو طويلة، وسنستعرض في المقال التالي ما هي المحافظ الإسلامية وما الفرق بينها وبين المحافظ المالية العادية.
جدول المحتويات
ماهي المحفظة الاستثمارية؟
هي أداة استثمارية تتضمن مجموعة من الأصول المالية والحقيقية المنوعة التي يريد المستثمر التداول بها كالأسهم، والسندات، صناديق الاستثمار، المشتقات المالية وغيرها، حيث إن التنويع في الأصول يزيد قيمتها السوقية ويقلل مخاطر الاستثمار.
يعتبر التداول عن طريق المحفظة الالكترونية استراتيجية ناجحة على المدى البعيد حيث يقوم المستثمر بتخزين الأصول لفترة زمنية طويلة أو قصيرة وعند زيادة قيمتها السوقية تعود عليه بالأرباح، وتعتبر هذه الفكرة بديلة عن المضاربة اليومية في منصات التداول العالمية.
ما هي المحفظة المالية؟
هي محفظة تتضمن أصول مالية فقط، يمتلكها شخص أو شركة استثمار أو مؤسسة مالية كالأسهم والسندات والذهب والعقارات والعملات، وتهدف الى تقليل المخاطر والحماية من الانخفاض المفاجئ في قيمة استثمار معين.
ما هي المحافظ الاستثمارية الإسلامية؟
هي محفظة تتضمن أوراق مالية يتم استثمارها وفق الشريعة الإسلامية، وهناك عدة ضوابط لبناء المحفظة وهي:
- استبعاد جميع الأوراق المالية التي تمثل قرض بفائدة.
- يجب أن تكون أسهم المحفظة لشركات نشاطها حلال.
- يمكن أن تتضمن عملات بشرط مطابقتها لأحكام الصرف في الدين الإسلامي.
ماهي أحكام الشريعة الإسلامية في التداول؟
يعتبر التداول نوع من أنواع التجارة الذي لم تحرمه الشريعة الإسلامية ولكن ضمن شروط وضوابط معينة دينية وأخلاقية ومن أهم هذه الشروط:
- أن يكون التداول فوري حيث تتم عملية البيع والشراء بشكل مباشر دون تأجيل.
- الابتعاد عن الرافعة المالية ورسوم السواب والعمولات التي تفرضها شركات التداول لأن ذلك يعد شكل من أشكال الربا.
- الابتعاد عن الغرر والمضاربات عالية المخاطر.
- التداول بقيمة رأس المال فقط بعيداً عن استخدام الهامش.
- الابتعاد عن التداول في المعاملات المرتبطة بأمور غير أخلاقية.
ما هو الفرق بين المحافظ الإسلامية والمحافظ المالية العادية؟
يتجسد الاختلاف بين المحافظ الإسلامية والمحافظ المالية بمدى الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية حيث تتجلى هذه الاختلافات في ما يلي :
من حيث الأدوات المالية
المحافظ الإسلامية لا تستخدم أدوات مالية تتعارض مع الشريعة الإسلامية كالقروض بفائدة، الأسهم الحرام، السندات التقليدية والمشتقات المالية ذات الغرر، وتستخدم صناديق الاستثمار الإسلامية.
أما المحافظ المالية فتستخدم جميع الأدوات بغض النظر عن الاعتبارات الدينية مثل السندات بفائدة، والمشتقات المالية ( العقود الآجلة والخيارات)، وتستخدم صناديق الاستثمار العادية.
من حيث الضوابط والمبادئ
المحافظ الإسلامية تتجنب الربا والمقامرة والمخاطرة العالية، وتستثمر في الأنشطة الحلال وتبتعد عن الأنشطة المحرمة كالقمار أو التمويل الربوي وغيرها.
أما المحافظ العادية تستثمر في جميع الأصول والنشاطات المربحة، كما تتعامل مع السندات والقروض ذات الفائدة بغض النظر عن شرعيتها في الإسلام.
من حيث طريقة الربح
المحافظ الإسلامية تعتمد على التداول الفوري وتحرم الربح من الفائدة والأنشطة ذات المخاطر المرتفعة.
أما المحافظ العادية فتعتمد على الربح من الفائدة والعمولات، والمضاربة ذات المخاطر العالية.
هل المحفظة الاستثمارية الإسلامية حلال أم حرام؟
تصنف المحافظ الاستثمارية حلال أم حرام حسب طبيعة الأصول المستثمرة فيها ومدى توافقها مع مبادئ الدين الإسلامي، حيث يجب أن لا تشتمل الأصول على معاملات ربوية أو تستثمر في أنشطة محرمة مثل الكحول، لحم الخنزير وغيرها.
يمكن استشارة هيئة شرعية أو خبير في التمويل الإسلامي أو مؤسسات تقدم خدمات تصفية شرعية لمراجعة المحفظة، وإذا تم اكتشاف أموال غير مشروعة في المحفظة يمكن التبرع بها للفقراء.
في النهاية
ختاماً تهتم المحافظ الإسلامية بالجانب الأخلاقي والديني الى جانب الربح والعائد المادي وهي ليست محرمة اذا تم استخدامها بطريقة لا تتعارض مع الدين الإسلامي. وقد تحدثنا في مقالات سابقة عن حكم تداول العملات وحكم الرافعة المالية وحكم تداول الفيوتشر وحكم السواب وحكم المارجن في الاسلام تستطيع مراجعتها
