ما هي البورصات الخليجية المسموح للأجانب بالتداول فيها؟

خلال السنوات الماضية، شهدت البورصات الخليجية تحولات جوهرية في سياساتها الاستثمارية، ضمن جهود تنويع الاقتصاد وجذب رؤوس الأموال العالمية. ولأول مرة، أصبح بإمكان المستثمرين الأجانب أفراداً ومؤسسات الدخول إلى الأسواق الخليجية التي كانت مغلقة أو محدودة سابقاً. هذا الانفتاح لم يكن عشوائياً، بل تمّ وفق خطط مدروسة، وتشريعات جديدة، وتحديثات تنظيمية لجذب التدفقات الأجنبية.

لكن السؤال الأهم هو: ما هي البورصات الخليجية التي تسمح للأجانب بالتداول؟ وما هي القيود أو الشروط في كل سوق؟ في هذا المقال، نقدم لك دليلاً شاملاً يغطي كافة أسواق الخليج من حيث مدى انفتاحها على المستثمر غير الخليجي، مع عرض أبرز القوانين، والمزايا، والتحديات.

البورصة السعودية (تداول) – السوق الأكبر في الخليج

هل يُسمح للأجانب بالتداول في السوق السعودي؟

نعم، ولكن بشروط معينة. فتح السوق السعودي للأجانب بدأ تدريجياً منذ عام 2015.

أنواع المستثمرين الأجانب المسموح لهم:

• المستثمر الأجنبي المؤهل (QFI): يجب أن يكون مؤسسة مالية مؤهلة تدير أصولاً لا تقل عن مبلغ معين (عادة ما يُشترط حد أدنى 500 مليون دولار).
• المقيمون في السعودية: يحق لهم تداول الأسهم من دون قيود كبيرة.
• الأفراد غير المقيمين: يُسمح لهم بالاستثمار غير المباشر (مثل صناديق المؤشرات ETFs أو المشتقات)، ولكن ليس كل الأسهم متاحة لهم بشكل مباشر.

أهم القيود

• حد أقصى 49% من ملكية الأجانب في أي شركة
• بعض القطاعات مغلقة أمام الملكية الأجنبية الكاملة (مثل الطاقة النووية والخدمات الأمنية)

السوق السعودية مدرجة في مؤشرات عالمية مثل MSCI وFTSE، ما جعلها أكثر جاذبية للأجانب.

بورصة دبي – مرونة عالية وجاذبية عالمية

تُعتبر بورصة دبي المالية (DFM) واحدة من أكثر الأسواق انفتاحاً في الخليج.

هل يُسمح للأجانب بالتداول؟

نعم، تسمح دبي للأجانب (أفراد ومؤسسات) بالتملك والتداول في معظم الشركات المدرجة.

أبرز المزايا

• لا يُشترط أن يكون المستثمر مقيماً
• إجراءات فتح الحساب سريعة وبسيطة عبر وسطاء محليين أو دوليين
• لا يوجد ضرائب على الأرباح الرأسمالية أو التوزيعات

القيود

• بعض الشركات تفرض سقفاً على الملكية الأجنبية (مثلاً 49%)
• توجد شركات تُغلق ملكيتها على مواطني الخليج فقط

بورصة دبي هي من أكثر البورصات العربية ارتباطاً بالأسواق العالمية، وتضم شركات ذات طابع عالمي مثل إعمار وطيران الإمارات.

بورصة أبوظبي – توسّع كبير في استقبال الأجانب

فتحت سوق أبوظبي للأوراق المالية (ADX) الباب واسعاً أمام الأجانب خلال السنوات الأخيرة، في إطار رؤية الإمارات لجذب الاستثمارات العالمية.

هل يُسمح للأجانب بالتداول؟

نعم، يُسمح لهم بشراء وتملك الأسهم في معظم الشركات المدرجة.

أبرز التطورات

• إلغاء قيود التملك في العديد من الشركات الكبرى
• دعم الحكومة لطرح شركات حكومية للاكتتاب العام مع فتح الباب للمستثمرين الأجانب

القيود

• لا تزال بعض الشركات تفرض حدوداً على نسبة تملك الأجانب
• قد تحتاج إلى فتح حساب تداول محلي عن طريق وسيط معتمد
• سوق أبوظبي شهد طفرة في السيولة بعد إدراج شركات مثل أدنوك ومجموعة ملتيبلاي.

بورصة قطر – انفتاح محسوب بتشريعات واضحة

تُعد بورصة قطر واحدة من البورصات النشطة في المنطقة، وقد فتحت الباب أمام الأجانب لكن ضمن ضوابط.

هل يُسمح للأجانب بالتداول؟

نعم، يُسمح لهم بشراء أسهم العديد من الشركات، وقد تم رفع سقف التملك الأجنبي إلى 100% في بعض الشركات.

أهم المميزات

• لا توجد ضرائب على الأرباح أو التوزيعات
• استقرار قانوني ومصرفي قوي
• الشركات الكبرى مثل بنك قطر الوطني و”وقود” تتيح ملكية أجنبية واسعة

القيود

• بعض الشركات لا تزال تُحدد نسبة معينة لتملك غير القطريين
• يتطلب الأمر فتح حساب تداول في قطر عبر وسيط معتمد

بورصة قطر مدرجة في مؤشرات FTSE وMSCI، مما يسهل دخول رؤوس الأموال العالمية إليها.

بورصة الكويت – إصلاحات كبيرة وانفتاح تدريجي

شهدت بورصة الكويت تطورات كبيرة منذ الخصخصة الجزئية والإصلاحات الاقتصادية، لتُصبح من أكثر الأسواق جاذبية في المنطقة.

هل يُسمح للأجانب بالتداول؟

نعم، يُسمح للأجانب بالتملك والتداول في معظم الشركات، وبعضها يتيح تملكًا بنسبة 100%.

أبرز المزايا

• فتح السوق للمستثمرين العالميين بعد الانضمام لمؤشر MSCI للأسواق الناشئة
• إمكانية فتح الحساب عبر وسطاء محليين بسهولة
• لا توجد ضرائب على التداول

أهم القيود

• بعض القطاعات مثل الإعلام أو البنوك الإسلامية قد تضع قيوداً على التملك الكامل
• ضرورة الالتزام بإفصاح دقيق عند تجاوز نسب معينة من التملك

يُشترط الحصول على رقم مستثمر من شركة “المقاصة الكويتية” لفتح حساب تداول رسمي.

بورصة البحرين – انفتاح بلا تعقيدات

بورصة البحرين من الأسواق الصغيرة نسبياً، لكنها تسمح للأجانب بالتداول بسهولة.

هل يُسمح للأجانب بالتداول؟

نعم، لا توجد قيود صارمة على تملك الأجانب لمعظم الشركات المدرجة.

المزايا

• لا ضرائب على التداول
• إجراءات فتح الحساب ميسّرة
• دعم حكومي لتوسيع قاعدة المستثمرين

القيود

• بعض الشركات العائلية المدرجة تضع قيودًا على التملك
• محدودية السيولة وحجم التداول مقارنة بباقي الخليج

بورصة عُمان – انفتاح متسارع وفرص واعدة

تسعى سوق مسقط للأوراق المالية إلى جذب المستثمرين الأجانب ضمن رؤية “عُمان 2040”.

هل يُسمح للأجانب بالتداول؟

نعم، الأجانب يُمكنهم التملك والتداول في معظم الشركات.

أبرز النقاط

• توجد شركات مدرجة تتيح تملكاً أجنبياً بنسبة 70%-100%
• لا ضرائب على الأرباح
• دعم تشريعي وتسهيلات لتوسيع مشاركة الأجانب

التحديات

• السيولة منخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق الأخرى
• ضعف في تغطية التحليلات المالية والتقارير باللغة الإنجليزية

جدول ملخص: البورصات الخليجية المفتوحة للأجانب

خلاصة: هل البورصات الخليجية مفتوحة للأجانب حقاً؟

نعم، جميع البورصات الخليجية أصبحت اليوم مفتوحة بشكل جزئي أو كلي للمستثمرين الأجانب، في خطوة استراتيجية لجذب السيولة، وتعزيز موقعها عالمياً. تختلف درجة الانفتاح من سوق لآخر، لكن التوجه العام يسير نحو المزيد من التحرير المالي، ورفع القيود، وتسهيل الإجراءات. إذا كنت مستثمراً أجنبياً أو عربياً غير خليجي، فإن الأسواق الخليجية توفر فرصاً رائعة للتنويع، سواء من حيث القطاعات (بنوك، طاقة، اتصالات، عقار)، أو من حيث الأداء والاستقرار الاقتصادي.