تعتبر تقنية نسخ الصفقات من التقنيات الحديثة في عالم التداول حيث شهدت إقبالاً واسعاً من قبل المتداولين ولاسيما المبتدئين أصحاب الخبرة الغير كافية في التداول وذلك بفضل سهولة التعامل مع هذه الأداة وتوفيرها للوقت والجهد. فلا يطلب من المستخدم سوى اختيار المستثمر الذي يرغب بنسخ صفقاته ثم البدء بفتح وإغلاق المراكز بشكل أوتوماتيكي في نفس توقيت فتح وإغلاق مراكز المستثمر المنسوخ.
المقال التالي سيشرح هذا المفهوم مع ميزاته وعيوبه وأهم التساؤلات حوله.
جدول المحتويات
ما هو نسخ التداول Copy Trading ؟
هي تقنية تسمح للمتداولين المبتدئين أو المتداولين الذين لا يملكون وقت كافي لمراقبة سوق الفوركس بعمل كوبي لصفقات المستثمرين الخبراء والمحترفين إلى حسابات التداول الخاصة بهم.
تتيح هذه الميزة المتوفرة على العديد من منصات التداول الاستفادة من خبرة المستثمرين المحترفين ومعرفة الاستراتيجيات التي يستخدمونها لتنفيذ صفقاتهم مما يساعد المتداول على زيادة الأرباح من دون حاجة إلى مراقبة السوق واتخاذ قرارات مالية بنفسه.
يمكننا القول أنه ليس استثمار بالأصول بقدر ما هو استثمار بالأفراد، ويطلق على المتداول الذي يتم استنساخ صفقاته المتداول المنسوخ أو المتداول الأستاذ، ويحصل هو بالمقابل عند استنساخ صفقاته على رسوم من الناسخين أو نسبة مئوية من الأرباح التي يحصل عليها المتداول الناسخ، أو ما يسمى المتداول الاجتماعي.
إن هذه العملية تعني تكرار نفس خطوات المتداول المنسوخ من حيث فتح المركز وتحديد أوامر الوقف عند الخسارة والأهداف المرجوة.
تحظى هذه التقنية باهتمام المتداولين المبتدئين أكثر من غيرهم كونهم لا يمتلكون الخبرات الكافية والمعرفة العميقة بسوق المال، كما ويمكن أن تكون مفيدة للمتداولين الأقل خبرة حيث تمكنهم من فهم السوق بشكل أكبر والاستفادة من خبرة المتداولين المحترفين.
يسمح هذا الاسلوب للمتداولين تحقيق أرباح مع قليل من الوقت والجهد، كما تسمح لجميع المتداولين الخبراء وغيرهم نسخ محافظ المستثمرين الالكترونية في أسواق أخرى من دون أن يكون لهم خبرة كبيرة بها وبالتالي تنويع المحفظة المالية.
ما هي خطوات نسخ التداول؟
تختلف خطوات النسخ قليلاً من منصة إلى أخرى ولكن في أغلب الأحيان يتم اتباع الخطوات التالية:
- اختيار المنصة المناسبة: لا تقدم جميع منصات التداول ميزة النسخ لذلك في البداية يجب اختيار منصة متقدمة تتضمن عدد كبير من المستخدمين ومن الأفضل أن تتضمن حساب تجريبي.
- اختيار المتداول المناسب لنسخ صفقاته: لاختيار المتداول المناسب لنسخ صفقاته يجب البحث عن تاريخه في المنصة بشكل جيد، حيث يجب أن يمتلك عدد كبير من المتابعين ونشاط كبير على المنصة بالإضافة إلى تحقيقه نتائج وأرباح بشكل مستمر ولديه خبرة كبيرة وشهرة واسعة ممتدة لفترة زمنية ليست قصيرة.
- تحديد المبلغ المراد استخدامه لنسخ الصفقات: يجب أن يكون المبلغ قليلاً خلال الفترة الأولى ليتمكن المتداول من تجربة المستثمر المنسوخ وعندما يحصل على نتائج مرضية ومناسبة يمكنه مضاعفة المبلغ.
- ربط الحساب مع المتداول المنسوخ ( نسخ الصفقات ): عند نسخ الصفقات فهذا يعني أنه عندما يقوم المتداول المحترف بفتح صفقة سيتم فتحها في حساب المستخدم الناسخ وستغلق عند إغلاقها وبنفس الاستراتيجيات والمخاطر وبالتالي تحقيق نفس النتائج أرباح أو خسارة.
ما هو الفرق بين نسخ التداول والتداول الآلي؟
يعتقد الكثير من الناس أن التداول الآلي هو ذاته نسخ الصفقات أو قد يحدث اختلاط بين المفهومين بالرغم من وجود اختلافات كبيرة بينهما وهي ما يلي:
- نسخ التداول: هي العملية التي يقوم المتداول من خلالها بنسخ صفقة متداول آخر أكثر خبرة منه ويشمل ذلك نسخ الاستراتيجيات وأوامر وقف الخسارة المحتملة والأهداف المرغوبة، حيث يتم فتح الصفقة عندما يقوم المستثمر المنسوخ بفتحها وإغلاقها عند إغلاق المركز.
- التداول الألي: أو ما يعرف بالتداول الخوارزمي هو التداول عن طريق الاعتماد على برامج مبرمجة ( معدة ومؤتمتة مسبقاً ) على جهاز الكمبيوتر لتنفيذ عمليات البيع والشراء في صفقات التداول داخل الأسواق المالية بشكل تلقائي وسريع وهذا لأنها تعتمد على التدخل التلقائي المبرمج بعيداً عن التدخل البشري البطيء وفقاً لشروط محددة مثل ( السعر، الحجم، التوقيت ) وغيرها من المؤشرات أساسية كانت أو فنية مع مراعاة مستوى معين من الخسائر يتحمله المتداول.
ما هي ميزات هذه التقنية؟
توفر هذه الخدمة للمتداولين العديد من الميزات وأهم هذه المزايا ما يلي:
- خدمة مفيدة للمبتدئين: يساعد المتداولين الذين لا يمتلكون خبرة على تكرار استراتيجيات المستثمرين المحترفين مما يساعدهم على زيادة خبراتهم وتقليل خساراتهم.
- توفير الوقت: لا يحتاج الى فهم ودراسة السوق والمراقبة الدائمة لذلك لا يتطلب من المتداول الكثير من الوقت.
- نسخ عدة صفقات: حيث يسمح بنسخ عدة تداولات وبالتالي تنويع الأصول والتقليل من المخاطر الناتجة عن الخسارة في صفقة واحدة.
- التعلم وزيادة الخبرات: يكتسب المتداول العديد من الخبرات والمهارات عند متابعة أساليب واستراتيجيات المستثمرين المحترفين.
- توفير الجهد والضغط النفسي: لا يقوم المتداول بدراسة السوق ومراقبته لاتخاذ قرارات التداول وبالتالي لا يوجد جهد أو ضغط نفسي.
- تنويع المحفظة الالكترونية: عن طريق نسخ صفقات عدة متداولين وهذا يخفف الخسارة الناتجة فعند خسارة إحدى الصفقات تكون هناك صفقة بديلة.
- طريقة أخرى لكسب الأرباح بالنسبة للمستثمرين الخبراء: فعندما يقوم المتداولون به سيكون لهم نسبة معينة من الأرباح التي سيحصل عليها المتداول الناسخ.
ما هي عيوب هذا الاسلوب؟
بالرغم من المزايا الكبيرة التي يوفرها إلا أنه ينطوي على عدة عيوب وهي ما يلي:
- تحمل نتيجة اختيار المتداول الذي تم نسخ صفقاته سواء كانت نتيجة الصفقات ربح أو خسارة.
- الاعتماد الكامل على المتداولين المحترفين دون كسب المهارات والتعلم في مجال التداول.
- تعرض بعض المنصات رسوم إضافية عند استخدام هذه الميزة.
هل النسخ مربح؟
لا يوجد إجابة واضحة ومحددة على هذا السؤال وذلك لأن الأسواق في تقلب مستمر وتحمل الكثير من المفاجآت، بالإضافة أن هذه العملية تتعلق باختيار المتداول للمستثمر الخبير الذي سيتم نسخ صفقاته حيث سيتحمل نتائج اختياره سواء ربح أو خسارة.
ما هي نصائح استخدام هذا الاسلوب؟
إن استخدام هذه الميزة يجب أن تكون منظمة ومدروسة، واختيار المتداول المناسب لنسخ صفقاته يجب ألا يكون عشوائياً. وفي ما يلي بعض النصائح اللازمة لتحقيق أقصى استفادة من هذه العملية:
- اختيار المتداول المناسب. بعد البحث الجيد عن تاريخه والنتائج التي يحققها وخبرته الطويلة في عالم التداول.
- الاعتماد على عدة متداولين بهدف زيادة فرص الربح وتقليل المخاطر.
- اختيار المنصات التي لا تفرض رسوم كبيرة على هذه الميزة لأن ذلك يؤثر سلباً على الأرباح.
- اعتماد على المتداولين أصحاب استراتيجيات إدارة المخاطر المدروسة للتأكد من عدم المخاطرة الكبيرة عند تنفيذ تداولاتهم.
ختاماً
على الرغم من أن هذه الأداة تعتبر مفيدة ومساعدة للمبتدئين أكثر من غيرهم إلا أنها في نفس الوقت تحد من قدرتهم على تعلم و فهم عملية التداول مما يجعل من الصعب على المتداول أن يفهم ما يحدث في صفقاته أو أن يفتح صفقات خاصة به دون الاستعانة بهذه الأداة.