مع الازدياد الكبير للمستثمرين في منصات التداول أصبح من الضروري إيجاد أدوات مالية جديدة تقدم مزايا أفضل وتقلل من الخسارات المالية قدر الإمكان.
ومن أهم هذه الأدوات عقود الفيوتشر وهي واحدة من المشتقات المالية التي شهدت إقبالاً واسعاً على استخدامها، ولكن الشكوك والشبهات حول شرعية و حكم تداول الفيوتشر واستخدامها في الإسلام تشكل عائقاً أما البعض.
في المقال التالي سنشرح ما هو الفيوتشر، وهل هو حلال أم حرام في الدين الإسلامي.
جدول المحتويات
ما هو الفيوتشر؟
هو عبارة عن عقد بين طرفين أحدهما بائع والآخر مشتري لشراء أو بيع أصل معين في موعد لاحق في المستقبل، حيث يتم تحديد سعر الأصل وتاريخ تسوية العقد، وهذا الأصل يمكن أن يكون سلعة أو عملات رقمية أو مؤشرات وغيرها من الأصول المالية.
يعتبر الفيوتشر أحد المشتقات المالية التي يتم تداولها في البورصة على منصات التداول.
وعند حلول تاريخ تسوية العقد يلتزم الشاري باستلام الأصل من البائع وبالسعر المتفق عليه، كما يلتزم البائع بتقديم الأصل للشاري وبنفس الشروط.
لماذا يتم تداول الفيوتشر؟
تساعد عقود الفيوتشر المستثمرين على تحقيق أهداف عديدة وهي:
- تساعد هذه العقود المستثمر على تقليل المخاطر الناجمة عن تقلبات أسعار السلع أو أسعار الصرف والفائدة عن طريق تثبيت سعر معين للأصل المستثمر وتداوله مستقبلاً.
- تتيح عقود الفيوتشر للمستثمر المضاربة على تقلبات الأصل المادي، فعلى سبيل المثال اشترى متداول على أحد منصات التداول المرخصة عقد فيوتشر بسعر متفق عليه وتاريخ مستقبلي محدد، وعند انتهاء المدة المحددة إذا كان الأصل يتم تداوله بسعر أعلى من سعر العقد عندئذٍ سيحصل المستثمر على ربح، أما في حال انتهاء المدة المحددة وكان الأصل سعره أقل من السعر المتداول عندئذٍ سيخسر المستثمر.
يمكن للمستثمر في حال انخفض السعر إغلاق العقد وتسوية صافي الفرق عند انتهاء مدة العقد.
ماهي أنواع عقود الفيوتشر؟
توجد عدة أنواع من عقود الفيوتشر في منصات التداول العالمية ومن أهم هذه الأنواع نذكر الآتي:
- عقود الفيوتشر للسلع: وهذه العقود تكون بالاتفاق بين طرفين لشراء وبيع سلعة محددة مع وضع تاريخ انتهاء العقد في المستقبل، وهناك عدة مجالات يتم التداول فيها باستخدام عقود الفيوتشر مثل عقود الزراعة (قمح – سكر-بن) وعقود الطاقة (كالغاز- البنزين -النفط) وعقود التعدين (كالذهب والفضة).
- عقود الفيوتشر للمؤشرات: تتخصص هذه العقود بالمضاربة على تحركات مؤشرات الأسهم أو يمكن للمتداولين التحوط بمراكز محددة للتقليل من المخاطر وعند انتهاء مدة العقد يمكن تسوية العقود بشكل نقدي وهو يساوي الفرق بين سعر البدء وسعر الانتهاء من العقد.
- عقود الفيوتشر للعملات الرقمية: تساعد عقود الفيوتشر المتداولين في العملات الرقمية على تقليل المخاطر بشكل كبير وذلك بسبب التقلبات الشديدة التي يشهدها سوق العملات الرقمية والتي قد تؤدي إلى خسارة فادحة.
هل تداول عقود الفيوتشر حلال أم حرام؟
اتفق غالبية علماء المسلمين على ان حكم تداول عقود الفيوتشر هو التحريم حيث يعتبر عامة اهل العلم عقود الفيوتشر أنها حرام وأنها تتضمن عدة عوامل تجعلها تتعارض مع الشريعة الإسلامية كالمخاطرة الكبيرة وعدم الاستلام والتسليم الفوري وفيها نوع من المقامرة.
ما هو حكم تداول الفيوتشر (العقود المستقبلية)؟
إن عقود الفيوتشر من المشتقات المالية المثيرة للجدل بسبب تعقيدها وعدم الفهم الحقيقي لطريقة التعامل بها لذا شكلت نقطة اختلاف بين العلماء المسلمين.
ولكن العديد من الجهات كمجمع الفقه الإسلامي الدولي ودار الإفتاء المصرية وهيئة كبار العلماء في السعودية ترى أنها حرام ويعود ذلك للأسباب التالية:
- ليست عملية بيع وشراء حقيقية بل هي عقد يهدف إلى المضاربة على حركة الأسعار في السوق وبذلك هي تعتبر مقامرة.
- تتضمن هذه العقود نوعاً من المخاطرة والغرر التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية.
- المعاملات التي تتم من خلالها هذه العقود يشوبها نوع من الغموض والشك.
وهناك بعض الهيئات القليلة جدا التي أباحت عقد الفيوتشر ضمن شروط ومعايير محددة لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية.
فترى هذه الجهات أن عقود الفيوتشر تساعد المستثمر على إدارة المخاطر المحتملة عند زيادة السعر في المستقبل وبالتالي خسارة أقل.
وفي النهاية
ختاماً إن حكم تداول الفيوتشر في الاسلام هو التحريم بناء على غالبية أهل العلم وبالأخص قرار مجمع الفقه الاسلامي الدولي
تم الاستناد في هذه المقالة الى المصادر الشرعية التالية
مجمع الفقه الاسلامي الدولي : قرار بشأن الأسواق المالية – مجمع الفقه الإسلامي الدولي