التوقيت: 2025-08-18 2:35 صباحًا

تحذيرات الشركات النصابة

منصة FBC سرقة اموال المصريين

منصة FBC سرقت أموال المصريين

فهرس المحتويات

زادت معدلات البحث مؤخرًا عن منصة FBC بعد أن تصدرت عناوين الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي بوصفها واحدة من أبرز المنصات الاحتيالية التي أوقعت آلاف الضحايا في فخ الربح السريع. ومع انتشار الطموح العام لتحقيق أرباح من الإنترنت دون إدراك كامل للمخاطر، وقع كثير من الناس في فخ منصة وهمية استغلت هذه الرغبة لتحقيق أرباح ضخمة على حساب المستخدمين.

منصة FBC لم تكن مجرد مشروع احتيالي عابر، بل كانت عملية ممنهجة ومدروسة استهدفت المستخدمين بوعود مالية مغرية، مستخدمة أدوات ترويجية احترافية وإعلانات مكثفة. وقد أدت هذه الحملة إلى جذب عدد هائل من الضحايا، خصوصًا من مصر والدول العربية، حيث استولت المنصة على مبالغ تقدر بمليارات الدولارات.

منصة FBC: واجهة خادعة لسرقة الأموال

قدمت منصة FBC نفسها على أنها مشروع استثماري رقمي يمنح المستخدمين أرباحاً مقابل مشاهدة فيديوهات على موقع يوتيوب، وهو أسلوب بسيط ظاهرياً، لكنه مُغلف بالكثير من الخداع. وكانت الوعود التي قدمتها المنصة للمستخدمين تتضمن تحقيق عوائد مالية مضاعفة، دون أي مخاطرة حقيقية أو شروط معقدة.

هذا النموذج البسيط في الطرح ساعدها في جذب أعداد كبيرة من الضحايا، خاصة من الفئات التي تبحث عن وسائل دخل سريع، أو من يعانون من أوضاع مالية صعبة. ركزت المنصة على استهداف المصريين تحديداً، من خلال ترويج حملات تسويقية عبر “تليجرام” و”فيسبوك”، إلى جانب جذب المستخدمين من خلال تجارب أولية تحقق لهم أرباحاً صغيرة بهدف ترسيخ الثقة، قبل أن يتم سحب البساط فجأة بإغلاق المنصة.

شهادات ضحايا تكشف حجم الكارثة

مع تفجر أزمة FBC، بدأ الكثير من الضحايا بمشاركة قصصهم عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. من بين هذه القصص، ظهرت ضحية، التي قالت إنها استثمرت 11 ألف جنيه أملاً في مضاعفة المبلغ، لكنها لم تحصل على شيء. وأوضحت أن العديد من السيدات الأخريات اقترضن المال وبعن مجوهراتهن للاستثمار في المنصة، دون أن يحققن أي عائد.

أما الآخر، فأوضح أنه سمع عن المنصة من صديق كان يحقق أرباحاً منها في البداية، فقرر الاقتراض من البنك وضخ أمواله فيها، لكنه فوجئ بإغلاق المنصة بعد أيام، ليجد نفسه مديوناً ويعاني من أزمة مالية.

طرق احتيالية ممنهجة

اعتمدت منصة FBC على أساليب نفسية واقتصادية لجذب الضحايا وبناء الثقة في البداية. منحت المستخدمين أرباحاً وهمية في أولى مراحل تعاملهم، مما جعلهم يشعرون بأن المشروع ناجح، ثم شجعتهم على دعوة آخرين أو ضخ مبالغ أكبر.

كما عمدت إلى استخدام هويات مزيفة، وواجهات إلكترونية احترافية، وأرقام تواصل لا تستجيب بعد فترة، إضافة إلى ترويج مستمر بأنها منصة موثوقة ومرخصة ، وهو ما تبين لاحقاً أنه غير صحيح.

وبحسب الشهادات، فإن مستخدمي المنصة فوجئوا بتغييرات مستمرة في سياسات السحب، مثل فرض رسوم جديدة، أو تجميد الحسابات، أو اختفاء الأرصدة بالكامل، لتبدأ مرحلة الانهيار التدريجي للمنصة، وصولاً إلى إغلاقها النهائي.

انعدام التنظيم المالي وغياب التراخيص

أحد أهم المؤشرات التي تثبت زيف منصة FBC هو أنها تعمل دون أي تنظيم مالي رسمي. فقد أكدت تقارير من مواقع متخصصة في مراقبة شركات الاستثمار أن الشركة الأم التي تقف وراء منصة FBC، والمعروفة باسم Different Choice FBC Inc، غير مرخصة من أي هيئة رقابية معترف بها عالمياً. هذا الغياب الكامل للرقابة القانونية والتنظيم المالي يجعل من أي أموال تُودع في المنصة عرضة للاختفاء دون أي ضمانات أو إمكانية استرداد.

خسائر ضخمة وتقديرات صادمة

تشير التقارير الصحفية وشهادات المستخدمين إلى أن حجم الأموال التي استولت عليها المنصة قد تصل إلى حوالي 6 مليارات دولار، من أكثر من مليون مستخدم. هذه الأرقام تجعل من FBC واحدة من أكبر عمليات الاحتيال الإلكتروني في المنطقة خلال السنوات الأخيرة. وقد أثبتت الحادثة أن منصات الربح السريع التي تعمل بدون رقابة حقيقية تمثل خطراً جسيماً على الأمن الاقتصادي للمواطنين، خصوصاً من أصحاب الدخل المحدود.

استعادة الأموال من منصة FBC

استعادة الأموال من منصة FBC أمر بالغ الصعوبة، ولا يتحقق إلا في حال القبض على مؤسسي المنصة. في معظم الحالات، يكون المحتالون قد فروا إلى خارج البلاد، مما يعقد أي محاولة لاسترداد الأموال. ورغم وجود شكاوى وقضايا مرفوعة ضدهم، إلا أن استعادة الحقوق المالية نادرة الحدوث. مثال على ذلك منصة Hogg Pool، التي خدعت الآلاف وهرب منظموها دون محاسبة. لا تنجرف وراء وعود الربح السريع، ولا تثق بأي منصة غير مرخصة. فرص استرجاع الأموال ضعيفة، وتحتاج إلى جهود قانونية طويلة ومعقدة.

أدلة نصب شركة اف بي سي FBC

هناك العديد من الأدلة التي تؤكد عملية النصب التي تمارسها شركة و منصة اف بي سي FBC، ومن أبرزها:

  • عدم حصول منصة FBC على أي تراخيص مالية معروفة.
  • الترويج لفكرة الربح السريع عبر منصات التواصل الاجتماعي.
  • الاعتماد على أساليب التسويق الهرمي .

تحذير صريح من موقع المراقب

نشر موقع المراقب تحذيراً واضحاً من التعامل مع منصة FBC، مؤكداً أن المنصة غير مرخصة، وتستخدم أساليب احتيالية مشابهة لما استخدمته منصات أخرى مثل PHD. وأوصى الموقع بضرورة الإبلاغ عن أي نشاط مشابه، وعدم تحويل أي أموال دون التحقق من الجهات الرقابية المسؤولة. كما شدد على أهمية التوعية المجتمعية لتفادي الوقوع ضحية لمثل هذه المشاريع الرقمية الزائفة، مشيرًا إلى أن غياب التنظيم القانوني، وتكرار الشكاوى، وعمليات الإغلاق المفاجئة كلها مؤشرات واضحة للاحتيال.

كيف تتجنب الوقوع ضحية لمنصات النصب؟

  • لا تثق بأي منصة تدعي منح أرباح يومية أو مضاعفة الأموال بدون مجهود.
  • تحقق دائماً من وجود ترخيص رسمي من هيئة رقابية معترف بها.
  • لا تحول أموالك عبر تطبيقات ومحافظ إلكترونية مجهولة المصدر.
  • ابتعد عن أي منصة تستخدم تيليجرام أو وسائل تواصل غير رسمية كوسيلة أساسية.
  • لا تثق بالإعلانات التي تقدم قصص نجاح مزيفة أو شهادات غير موثقة.
  • إذا وقعت ضحية، بادر بإبلاغ الجهات الرسمية المختصة في بلدك.

الخاتمة

ما حدث في منصة FBC هو جرس إنذار يجب أن يوقظ الجميع من وهم الربح السهل والسريع عبر الإنترنت. فقد كشفت هذه الواقعة عن حجم الخطر الذي تشكله المنصات غير المرخصة، خاصة حين تستخدم أدوات دعائية احترافية وأساليب خداع نفسي ممنهجة. لذلك، فإن الحذر هو السلاح الأهم في مواجهة هذا النوع من الاحتيال. ويجب على كل مستثمر أن يحرص على التحقق من هوية المنصة التي يتعامل معها، وعدم الوثوق بأي وعود غير منطقية. فالخسارة في هذه الحالات ليست مجرد أموال، بل قد تمتد إلى تدمير حياة أسر بأكملها، كما أثبتت تجربة ضحايا FBC.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: محتوى محمي. النسخ ممنوع.