انخفض زوج يورو/إسترليني (EUR/GBP) للجلسة الثانية على التوالي ليستقر قرب 0.8650 خلال تداولات الأربعاء الآسيوية، مدفوعاً بارتفاع الجنيه الإسترليني بعد بيانات مبيعات التجزئة البريطانية الإيجابية. فقد كشف اتحاد التجزئة البريطاني (BRC) أن إنفاق المستهلكين ارتفع في أغسطس ليسجل أقوى وتيرة نمو خلال أربعة أشهر، ما يعكس مرونة نسبية في الاستهلاك رغم التحديات المستمرة مثل ارتفاع تكاليف الاقتراض والطاقة. هذا الأداء عزز من جاذبية الإسترليني، خاصة مع دعم وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، جهود بنك إنجلترا (BoE) في مكافحة التضخم مع الحفاظ على النمو الاقتصادي.
في المقابل، يترقب المستثمرون عن كثب اجتماع البنك المركزي الأوروبي (ECB) يوم الخميس، حيث تشير التوقعات إلى الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير للاجتماع الثاني على التوالي، مدعوماً بمعدل تضخم مستقر نسبياً. غير أن استمرار حالة الجمود السياسي في فرنسا بعد سقوط حكومة فرانسوا بايرو يزيد من الضغوط على اليورو، خاصة في ظل عجز البرلمان عن الاتفاق على خفض الدين الوطني. وعلى الصعيد الجيوسياسي، زاد التوتر مع إعلان بولندا تفعيل دفاعاتها الجوية بالتنسيق مع الناتو لاعتراض طائرات مسيرة روسية اخترقت مجالها الجوي أثناء الهجمات على أوكرانيا، وهو ما يرفع مستويات القلق في الأسواق الأوروبية. بوجه عام، تبقى النظرة قصيرة الأجل لزوج EUR/GBP مائلة للهبوط ما دام الإسترليني مدعوماً بتعافي البيانات المحلية، بينما يظل اليورو عرضة للضغوط السياسية والاقتصادية داخل منطقة اليورو.