تراجع الجنيه الإسترليني (GBP) أمام معظم العملات الرئيسية يوم الثلاثاء بعد صدور بيانات ضعيفة من سوق العمل البريطاني، حيث أظهر مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) ارتفاع معدل البطالة إلى 4.8% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في أغسطس، مقارنة بـ4.7% في القراءة السابقة. كما تباطأ نمو التوظيف بشكل ملحوظ، إذ أُضيف فقط 91 ألف وظيفة جديدة مقابل 232 ألفاً في الفترة السابقة، ما يعكس فتوراً في زخم سوق العمل الذي كان أحد أبرز محركات الاقتصاد البريطاني خلال العام الماضي. هذا التراجع زاد من توقعات الأسواق بخفض إضافي في أسعار الفائدة من جانب بنك إنجلترا (BoE) في ما تبقى من العام، خصوصاً مع إشارات بعض أعضاء لجنة السياسة النقدية إلى أن السياسة الحالية لا تزال “تقييدية”.
من ناحية أخرى، جاءت بيانات نمو الأجور لتؤكد استمرار الضغوط على الجنيه، حيث تباطأ متوسط الأجور بما في ذلك المكافآت إلى 4.7% على أساس سنوي، بينما ارتفع معدل الأجور باستثناء المكافآت إلى 5% فقط. ومع تصاعد المخاوف بشأن ضعف سوق العمل وتراجع وتيرة الأجور، زادت التوقعات بأن البنك المركزي البريطاني سيضطر لتيسير سياسته النقدية مجدداً لدعم النشاط الاقتصادي. في المقابل، استفاد الدولار الأمريكي (USD) من تحسن معنويات المستثمرين وتراجع التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، ما زاد من الضغوط على الجنيه الإسترليني ودفعه للتداول عند مستويات منخفضة مقابل اليورو والدولار. المستثمرون الآن يترقبون تصريحات محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي لاحقاً اليوم للحصول على إشارات جديدة حول مسار السياسة النقدية القادمة.