شهدت أسعار الغاز الأوروبي تراجعاً ملحوظاً لتكسر حاجز 30 يورو لكل ميجاوات ساعة، وهو أدنى مستوى منذ مايو 2024، مدفوعة بطقس أكثر اعتدالاً وتدفّق قوي لإمدادات الغاز الطبيعي المسال (LNG)، ما قلّل الضغط على الأسواق في المدى القصير. ورغم أن توقعات الطقس لشهر ديسمبر تشير إلى درجات حرارة أعلى من المعتاد بعد موجة البرد الأخيرة، إلا أن هذا الهدوء الظاهري لا يخفي هشاشة الأساسيات، خاصة مع استمرار انخفاض المخزونات الأوروبية بوتيرة أسرع من المعتاد. كما ساهمت محادثات السلام الأوكرانية في تهدئة المخاوف الجيوسياسية، مما زاد من الضغط الهبوطي على الأسعار، لكن الصورة الإجمالية لا تزال أكثر تعقيداً مما يبدو، خصوصاً مع بدء فصل الشتاء فعلياً ودخول الطلب في مرحلة تصاعدية موسمية.
في الوقت نفسه، تكشف بيانات الاتحاد الأوروبي أن المخزونات ممتلئة بنسبة 79% فقط مقارنة بمتوسط خمس سنوات عند 89%، وهو فارق كبير يرفع حساسية السوق تجاه أي موجة صقيع أو اضطرابات مفاجئة في الإمدادات. إضافة إلى ذلك، لا تزال الصناديق الاستثمارية تحتفظ بمراكز بيع كبيرة، ما يعزز مخاطر حدوث تقلبات حادة إذا تغيرت المعطيات بشكل مفاجئ. فرغم وفرة إمدادات LNG الحالية، فإن استمرار السحب السريع من المخزون يمكن أن يقلب المشهد خلال أسابيع قليلة، خاصة إذا تراجعت درجات الحرارة مجدداً أو ظهرت تحديات في سلسلة الإمداد العالمية. لذلك، يرى محللو ING أن الأسعار المنخفضة الحالية قد تكون مؤقتة، وأن السوق يقف على أرضية غير مستقرة، حيث يجتمع الطقس، والمخزون، وتحركات الصناديق في مزيج قد يؤدي إمّا إلى استمرار التراجع… أو إلى انعكاس صاعد مفاجئ بمجرد تغير الظروف الجوية أو اللوجستية.