حقق زوج اليورو/دولار (EUR/USD) مكاسب متتالية للجلسة الرابعة على التوالي يوم الثلاثاء، ليلامس مستوى 1.1790 مقترباً من قمته في شهرين عند 1.1800. هذا الارتفاع جاء مدعوماً بشكل رئيسي من ضعف الدولار الأمريكي، حيث يراهن المستثمرون على تبني الاحتياطي الفيدرالي لهجة أكثر تشاؤماً بشأن السياسة النقدية، وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة. كما زاد الضغط السياسي على البنك المركزي بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى “خفض أكبر”، وهو ما ألقى بظلاله على استقلالية القرار النقدي وأضعف الثقة في الدولار. في المقابل، انعكس هذا الوضع إيجاباً على اليورو، خاصة مع ارتفاع شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، ما ساعد على تجاوز المخاوف المتعلقة بالديون الفرنسية.
من الناحية الأساسية، يظل تركيز الأسواق متجهاً نحو بيانات منطقة اليورو، بما في ذلك مؤشر ZEW للمعنويات الاقتصادية وأرقام الإنتاج الصناعي، والتي قد تمنح العملة الموحدة دفعة إضافية إذا جاءت أفضل من المتوقع. أما على الجانب الأمريكي، فإن بيانات مبيعات التجزئة لشهر أغسطس قد تؤثر بشكل محدود على حركة الدولار، لكنها لن تغير بشكل كبير من توقعات الأسواق بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء. فنياً، يواجه زوج EUR/USD مقاومة مباشرة عند 1.1830، وإذا تم اختراقها فقد يمتد الزخم الصعودي نحو مستويات أعلى. في المقابل، أي عودة للدولار بدعم من البيانات أو تصريحات أكثر تشدداً من الفيدرالي قد تدفع الزوج لإعادة اختبار دعم 1.1750. وبذلك يبقى الاتجاه قصير الأجل لليورو/دولار إيجابياً، لكن حساسيته تجاه الأخبار الاقتصادية والسياسات النقدية ما زالت مرتفعة.
