يحوم الذهب (XAU/USD) بالقرب من قممه التاريخية عند 3977 دولاراً للأونصة، مدفوعاً بتزايد الطلب على الأصول الآمنة في ظل الإغلاق الحكومي الأمريكي المطول ومخاوف الأسواق من تباطؤ اقتصادي عالمي محتمل. هذا الأداء اللافت يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في المعدن الأصفر كملاذ مستقر وسط التوترات السياسية في كل من اليابان وفرنسا، إلى جانب الترقب الحذر لقرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة. ورغم أن ارتفاع الدولار الأمريكي وعوائد السندات يحدّان من الزخم الصعودي، فإن المعنويات العامة لا تزال داعمة للذهب، مع اقتراب الأسعار من المستوى النفسي الحرج عند 4000 دولار.
من الناحية الفنية، تشير المؤشرات إلى حالة “تشبع شرائي” قد تدفع إلى تراجع تصحيحي قصير الأجل قبل أي محاولة جديدة لاختراق مستوى 4000 دولار. ومع ذلك، يظل الاتجاه العام للذهب صاعداً على المدى المتوسط والطويل، مدعوماً بالتوقعات المتزايدة بتخفيضات إضافية في أسعار الفائدة الأمريكية خلال اجتماعات أكتوبر وديسمبر. كما أن استمرار عمليات شراء الذهب من قبل البنوك المركزية، إلى جانب التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، يعزز من احتمالات بقاء المعدن النفيس في مسار تصاعدي قوي. في ظل هذه الظروف، يترقب المتداولون بحذر ما إذا كان الذهب سيتمكن من تجاوز الحاجز النفسي التاريخي قريباً، أم سيشهد استراحة فنية مؤقتة قبل موجة صعود جديدة.