تراجع الذهب (XAU/USD) يوم الجمعة إلى ما دون مستوى 4300 دولار للأونصة بعد أن سجل قمماً قياسية جديدة بلغت نحو 4380 دولاراً، مع إقدام المتداولين على جني الأرباح بعد موجة صعود استمرت تسعة أسابيع متتالية. وعلى الرغم من هذا التراجع الطفيف، لا يزال المعدن الأصفر في موقع قوة، مدعوماً بمزيج من الضبابية الاقتصادية والتوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية. تشير بيانات CME FedWatch إلى أن الأسواق تسعّر تخفيضين متتاليين بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعي أكتوبر وديسمبر من قبل الاحتياطي الفيدرالي، ما يعزز جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائداً في بيئة أسعار فائدة منخفضة. كما تجاوزت القيمة السوقية للذهب حاجز 30 تريليون دولار للمرة الأولى، ما يعكس التدفقات الضخمة من المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.
وعلى الصعيد الفني، يُظهر الذهب إشارات على تصحيح محدود المدى، حيث يقع الدعم الفوري عند 4230 دولاراً متبوعاً بـ 4115 دولاراً. ورغم التراجع الحالي، لا يزال الاتجاه العام صعودياً، مع احتمالية أن تجذب الانخفاضات مزيداً من عمليات الشراء. تظل التوترات التجارية بين واشنطن وبكين العامل الأكبر المؤثر في حركة السوق، خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة عن خطط لفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية اعتباراً من نوفمبر. وفي المقابل، اتهمت الصين واشنطن بانتهاك قواعد منظمة التجارة العالمية، مما زاد المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي وأضفى دعماً إضافياً لارتفاع الذهب كملاذ آمن.