يتراجع الذهب من أعلى مستوى سجّله في أكثر من أسبوع، بعد صعود محدود لم يستطع الزوج XAU/USD ترجمته إلى زخم قوي، نتيجة تحسن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية وارتفاع الدولار الأمريكي نحو أعلى مستوياته منذ مايو. هذا المزاج الإيجابي في أسواق الأسهم يشكل عامل ضغط مباشر على المعدن كونه ملاذاً آمناً، فيما يضيف صعود الدولار حاجزاً إضافياً يمنع الذهب من التقدم بثبات قبل صدور بيانات أمريكية مهمة قد تغيّر اتجاهات السوق. وعلى الرغم من هذا التراجع، إلا أن الحركة لا تبدو تصحيحية عميقة، حيث يحافظ الذهب على نطاق مستقر نسبياً يعكس انتظار المتداولين لمحفز واضح قبل اتخاذ مراكز جديدة.
في المقابل، لا تزال الزوايا الإيجابية قائمة وتدعم الاتجاه الصعودي المحتمل، وأبرزها ارتفاع توقعات خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر، مع مؤشرات متباينة صدرت عن مسؤولي البنك المركزي خلال الأيام الأخيرة. هذا الاحتمال يدعم الذهب بطبيعته، كونه أصلاً لا يدر عائداً ويتحرك عادة بشكل عكسي لتكاليف الاقتراض. إضافة إلى ذلك، تظل الخلفية الجيوسياسية مشحونة، سواء من اتجاه الحرب الروسية–الأوكرانية أو من صعود التوترات في الشرق الأوسط، ما يجعل أي هبوط كبير في الذهب عرضة للشراء مجدداً. وبذلك، تبدو الصورة الكلية للذهب مزيجاً من الضغط قصير المدى بسبب شهية المخاطرة، مقابل دعم متوسط المدى من توقعات خفض الفائدة والمخاطر الجيوسياسية، مما يُبقي السيناريو الصعودي قائماً بشرط عدم كسر الدعوم المحورية في الجلسات المقبلة.