ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي ليقترب من مستوى 1.3450 خلال التداولات الأوروبية يوم الثلاثاء، مستفيداً من تراجع الثقة في العملة الأمريكية على خلفية تصاعد المخاطر المتعلقة باحتمال إغلاق الحكومة الأمريكية. ويأتي هذا الصعود في وقت يشهد فيه الدولار تداولات حذرة، حيث يواصل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس قوة الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية، تراجعه الطفيف ليستقر حول 97.80. ويعود ضعف الدولار بشكل أساسي إلى الانقسام السياسي المتزايد في واشنطن، مع اقتراب الموعد النهائي لتمويل الحكومة. فقد شدد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في تصريحاته الأخيرة على أن احتمالية الإغلاق أصبحت كبيرة، مشيراً إلى أن المفاوضات بين الجمهوريين والديمقراطيين ما زالت بعيدة عن التوافق.
من جانبه، يركز المستثمرون أيضاً على التطورات الاقتصادية داخل بريطانيا، حيث صرّح نائب محافظ بنك إنجلترا رامسدن بأن خفض أسعار الفائدة قد يكون ضرورياً لدعم الطلب المتراجع في سوق العمل. وتأتي هذه التصريحات في وقت تترقب فيه الأسواق صدور بيانات الوظائف الشاغرة ودوران العمالة JOLTS في الولايات المتحدة، والتي قد تعطي إشارات إضافية حول توجهات الاحتياطي الفيدرالي في المرحلة المقبلة. وفي ظل هذه المعطيات، يظل الجنيه الإسترليني مدعوماً من ضعف الدولار، لكن أي مفاجآت في البيانات الأمريكية أو تحركات غير متوقعة من بنك إنجلترا قد تحدد المسار التالي لزوج GBP/USD. وبالنظر إلى التوترات السياسية في الولايات المتحدة إلى جانب السياسة النقدية في كلا البلدين، فمن المرجح أن يظل الزوج متقلباً على المدى القصير.
