شهد زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD) أداءً إيجابياً ملحوظاً خلال الجلسة الأوروبية المبكرة، ليتداول بالقرب من مستوى 1.3365، مدعوماً بمزيج من ضعف الدولار الأمريكي وتفاؤل الأسواق تجاه الاقتصاد البريطاني. فالتوقعات المتزايدة بخفض سعر الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه المرتقب يوم الأربعاء تمارس ضغطاً هبوطياً على الدولار، خصوصاً بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية الأخيرة التي جاءت أقل من المتوقع. وقد عززت تصريحات رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي السابقة في كانساس سيتي، إستر جورج، تلك التوقعات عندما أشارت إلى أن خفض الأسعار بات أمراً مبرراً في ظل المؤشرات الاقتصادية الحالية. وتُظهر أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME أن الأسواق تسعّر بنسبة تقارب 97% احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لتصل إلى نطاق 3.75%-4.00%.
في المقابل، استفاد الجنيه الإسترليني من بيانات اقتصادية إيجابية داخل المملكة المتحدة، أبرزها ارتفاع مبيعات التجزئة ونتائج مؤشر مديري المشتريات من “ستاندرد آند بورز” التي جاءت أقوى من المتوقع، مما يعزز ثقة المستثمرين في متانة النشاط الاقتصادي البريطاني. ومع ذلك، تظل التحديات قائمة، إذ يترقب المتداولون قرار لجنة السياسة النقدية لبنك إنجلترا في 6 نوفمبر، وسط تباين في التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة. كما يزداد الحذر في الأسواق انتظاراً لتفاصيل “ميزانية الخريف” المقرر طرحها في 26 نوفمبر، والتي قد تؤثر في توجهات السياسة النقدية المستقبلية. وبينما يواصل الجنيه الإسترليني مكاسبه الحالية، تبقى آفاقه مرتبطة بمسار الفائدة الأمريكية واستقرار الاقتصاد البريطاني خلال الربع الأخير من العام.