يشهد زوج الدولار الأمريكي/الروبية الهندية (USD/INR) حالة من الهدوء النسبي، محافظاً على تداولاته بالقرب من مستوى 88.85 مع بداية تعاملات الثلاثاء، بينما يفضّل المستثمرون الترقّب في ظل غياب أي اتفاق تجاري نهائي بين واشنطن ونيودلهي حتى الآن. يأتي هذا الاستقرار في وقت تستمر فيه المحادثات بين الطرفين منذ أشهر، في محاولة للتوصل إلى صيغة تُخفّض الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها الولايات المتحدة وتسببت بتراجع صادرات الهند بنسبة 12% خلال سبتمبر، وفقاً لمذكرة بحثية صادرة عن BofA Securities. هذه الرسوم، التي وصلت إلى 50% على بعض الواردات الهندية، انعكست بشكل واضح على حركة التجارة الثنائية، لتقود إلى تباطؤ في تدفقات السلع وتحفّز الأسواق على مراقبة أي تطورات قد تُعيد التوازن التجاري.
ورغم هذه التحديات، تلوح في الأفق إشارات إيجابية حول اقتراب التوصل لاتفاق. فقد أكد سكرتير التجارة الهندي، راجيش أغاروال، أن الجزء الأول من الاتفاق التجاري بات “قريباً من الإغلاق”، مع تقدّم واضح في ملف خفض التعريفات وتحسين فرص الوصول إلى السوق الأمريكية. كما صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن البلدين “قريبان جداً” من صفقة ثنائية، مشيراً إلى أنه قد يُخفّض التعريفات المفروضة على السلع الهندية “في نقطة ما”، دون تحديد إطار زمني واضح. هذا الزخم الإيجابي في المفاوضات، إلى جانب ترقّب المستثمرين لبيانات الوظائف غير الزراعية NFP الأمريكية لشهر سبتمبر، يُبقي زوج USD/INR في نطاق ضيق، بانتظار محفزات جديدة قد تدفعه إلى الخروج من حالة الاستقرار الحالية وتحديد اتجاهه خلال الأيام المقبلة.