ارتفع زوج اليورو/الدولار (EUR/USD) بقوة يوم الخميس ليتجاوز مستوى 1.1700، منهياً موجة خسائر استمرت يومين، وذلك مع تفاعل الأسواق مع قرار البنك المركزي الأوروبي (ECB) وتطورات بيانات التضخم الأمريكية. فقد أبقى المركزي الأوروبي على معدلات الفائدة الرئيسية دون تغيير، بما في ذلك معدل إعادة التمويل عند 2.15% وتسهيلات الودائع عند 2.00%، متماشياً مع التوقعات. وأكد في بيانه أن التضخم قريب من مستهدف 2%، لكنه أشار إلى استمرار الضغوط السعرية الأساسية على المدى المتوسط، مع توقع أن يبلغ التضخم الأساسي 2.4% في 2025 قبل أن يتراجع تدريجياً إلى ما دون المستهدف في 2026 و2027. أما على صعيد النمو، فقد خفض البنك توقعاته للناتج المحلي الإجمالي لعام 2026 إلى 1.0%، بينما أبقى على توقعاته لعام 2027 عند 1.3%، في إشارة إلى حذر بشأن وتيرة التعافي الاقتصادي.
في المقابل، دعمت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) رهانات الأسواق على خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. فقد ارتفع التضخم الرئيسي بنسبة 0.4% على أساس شهري في أغسطس، أعلى قليلاً من التقديرات البالغة 0.3%، ليصل المعدل السنوي إلى 2.9% مقارنة بـ 2.7% في يوليو. أما التضخم الأساسي، الذي يستثني الغذاء والطاقة، فقد جاء مطابقاً للتوقعات عند 0.3% شهرياً و 3.1% سنوياً. هذه القراءة عززت الاعتقاد بأن الفيدرالي سيواصل مسار التيسير النقدي، خاصة مع الضغوط التي يواجهها الاقتصاد الأميركي من تباطؤ سوق العمل. وبذلك، يجد اليورو دعماً مزدوجاً من السياسة الثابتة في أوروبا وتزايد احتمالات خفض الفائدة في الولايات المتحدة، ما ساعده على تسجيل مكاسب ملحوظة مقابل الدولار.