شهدت سوق الأسهم السعودية دخولا قوياً للمستثمرين الأجانب خلال الأسبوع المنتهي في 28 أغسطس، حيث استحوذ المستثمرون من خارج الخليج على نحو 41% من إجمالي عمليات الشراء، وهو من أعلى المستويات المسجلة تاريخياً، وفقًا لبيانات تداول السعودية التي جمعتها بلومبرغ. يأتي هذا التدفق في وقت تراجعت فيه السوق المحلية بشكل ملحوظ، إذ فقد المؤشر الرئيسي نحو 11% منذ بداية العام متأثراً بانخفاض أسعار النفط وتراجع مشاركة المستثمرين المحليين. إلا أن هذا التراجع دفع التقييمات إلى مستويات جذابة، حيث اقترب السوق من أدنى مكرر ربحية له منذ أكثر من خمس سنوات، ما عزز جاذبيته أمام المستثمرين العالميين الباحثين عن فرص استثمارية طويلة الأجل.
من جانب آخر، أوضح خبراء أن تراجع السوق لم يكن بمعزل عن عوامل أساسية أخرى. فقد أشار عبد العزيز السيف، الشريك المؤسس في سبعين للاستثمار، إلى أن انخفاض أسعار النفط انعكس على المشاريع الحكومية الكبرى وأدى إلى ضعف السيولة في القطاع البنكي. كما أن الإصدارات المرتفعة العائد من الصكوك والسندات، التي وصلت عوائدها إلى 6.5%، جذبت شريحة من السيولة بعيدًا عن سوق الأسهم. كذلك، ساهمت الطروحات الأولية والثانوية في السوق خلال العامين الماضيين في امتصاص جزء من السيولة المتاحة. ومع ذلك، يرى محللون أن دخول الأجانب بهذا الزخم يعكس ثقتهم في الاقتصاد السعودي على المدى البعيد، مستندين إلى استقرار مالي نسبي وتوقعات إيجابية لأسعار النفط في الفترات القادمة.