يحافظ مؤشر الدولار الأمريكي DXY على استقراره بالقرب من منطقة 99.50 – 99.60 بعد ثلاثة أيام متتالية من المكاسب، مدعوماً بالتراجع الواضح في توقعات الأسواق بشأن خفض معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع ديسمبر القادم. هذا الاستقرار يعكس حالة من الترقب والحذر بين المتداولين، خاصة مع تراجع احتمالات خفض الفائدة إلى 49% وفقاً لأداة CME FedWatch، بعد أن كانت 63% فقط قبل أسبوع. ويعطي هذا الانكماش في رهانات التيسير النقدي دفعة إضافية للدولار، إذ تشير توقعات الفائدة الأعلى إلى استمرار جاذبية العملة الأمريكية مقارنة بالعملات الأخرى. كما يعزز هذا الاتجاه شعور المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى تبني موقف أكثر تشدداً على المدى القصير، خصوصاً في ظل عدم وضوح مسار الاقتصاد الأمريكي نتيجة البيانات المتذبذبة الصادرة مؤخراً.
ورغم هذا الدعم، يظل المتداولون في حالة ترقب لصدور تقرير الوظائف غير الزراعية NFP لشهر سبتمبر يوم الخميس، والذي يُتوقع أن يكون له تأثير قوي على اتجاه الدولار خلال الفترة المقبلة. فقد أظهرت البيانات الأخيرة ضعفاً ملحوظاً في سوق العمل، حيث ارتفعت مطالبات البطالة الأولية إلى 232 ألفاً، بينما كشف تقرير ADP أن الشركات قلّصت في المتوسط 2500 وظيفة أسبوعياً خلال الأسابيع الأربعة الماضية، ما يعكس تباطؤاً في وتيرة التوظيف. ورغم ذلك، لا تزال الأسواق تبحث عن بيانات أشمل وأكثر دقة عبر تقرير NFP قبل إعادة تقييم توقعاتها المتعلقة بالسياسة النقدية للفيدرالي. هذا التداخل بين ضعف بيانات العمالة من جهة، وتراجع توقعات خفض الفائدة من جهة أخرى، يخلق حالة من التوازن الحذر حول مؤشر الدولار ويجعل الحركة المقبلة مرهونة ببيانات نهاية الأسبوع.