أشارت مجموعة دراسة النحاس الدولية (ICSG) إلى أن سوق النحاس العالمي سجل فائضاً في المعروض بلغ 147 ألف طن خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام، ما يعكس تحسناً في أوضاع الإمدادات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي التي شهدت فائضاً أكبر بلغ 477 ألف طن. ووفقاً لتحليل كومرتس بنك، فإن زيادة الإنتاج من المناجم والمصاهر ساهمت في تعزيز المعروض العالمي، خصوصاً مع توسع الطاقة الإنتاجية في الصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية اللتين تستحوذان معاً على نحو 57% من إجمالي إنتاج النحاس العالمي. هذا النمو في الإنتاج يوضح أن أساسيات السوق أصبحت أكثر توازناً، رغم الضغوط الناتجة عن ضعف الطلب الصناعي في بعض الاقتصادات الكبرى.
ورغم هذا الفائض في الإمدادات، شهدت أسعار النحاس ارتفاعاً حاداً خلال الأشهر الأخيرة، مدفوعة بمخاوف المستثمرين من اضطرابات الإمداد المحتملة في بعض المناطق المنتجة، إلى جانب توقعات تعافي الطلب الصناعي في الصين بفضل السياسات التحفيزية الجديدة. ومع ذلك، يرى خبراء كومرتس بنك أن هذا الارتفاع في الأسعار غير مبرر من الناحية الأساسية، نظراً لتحسن أوضاع الإنتاج واستقرار سلاسل التوريد عالمياً. ويرجح المحللون أن تبقى أسعار النحاس عرضة لتقلبات قصيرة المدى، لكنها قد تواجه ضغوط تصحيحية لاحقاً إذا استمر فائض العرض وتباطأ الطلب من قطاعات البناء والطاقة. بشكل عام، يعكس المشهد الحالي مفارقة بين واقع السوق الفعلي والمضاربات المالية التي ترفع الأسعار مؤقتاً دون دعم قوي من الأساسيات.