يواصل سعر الذهب تسجيل أداء قوي متماسكاً قرب أعلى مستوياته القياسية، مدعوماً بتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والتي زادت من إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة. كما أسهمت مخاوف الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب التوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، في تعزيز جاذبية الذهب كخيار استثماري.
ورغم أن المعدن الأصفر (XAU/USD) بدأ تعاملات الاثنين بميل طفيف للانخفاض بعد بلوغه ذروة تاريخية خلال الجلسة الآسيوية، فإن هذا التراجع جاء نتيجة للالتقاط الأنفاس في ظل إشارات بتشبع شرائى على المؤشرات الفنية اليومية، إضافة إلى تحسن نسبي في شهية المخاطرة بالأسواق العالمية، مما كبح اندفاع الأسعار قليلاً دون إضعاف الاتجاه العام الصاعد.
في الوقت ذاته، يتراجع الدولار الأمريكي ليقترب من أدنى مستوياته منذ أبريل 2022، بفعل تزايد الشكوك حول متانة الاقتصاد الأمريكي، مما يعزز من رهانات الأسوق على أن الفيدرالي الأمريكي قد يضطر إلى خفض تكاليف الاقتراض ثلاث مرات على الأقل خلال العام الجاري. هذه التوقعات تعتبر عاملاً إيجابياً إضافياً لصالح الذهب، الذي لا يمنح عائداً ثابتاً، لكنها تجعله أكثر جاذبية في بيئة انخفاض الفائدة، وهو ما يدفع الثيران لمواصلة الرهان عليه في المرحلة المقبلة.