ارتفع زوج اليورو/الجنيه الإسترليني (EUR/GBP) في بداية تداولات الأربعاء ليتجاوز مستوى 0.8700 مدفوعًا بضعف الجنيه الإسترليني، حيث أثارت المخاوف المالية المتصاعدة في المملكة المتحدة قلق المستثمرين. فقد وصلت تكاليف الاقتراض طويلة الأجل للحكومة البريطانية إلى أعلى مستوياتها منذ عام 1998، وهو ما يعكس فقدان الثقة في قدرة لندن على ضبط العجز الكبير في الموازنة. هذا الارتفاع الحاد في العوائد أدى إلى موجة بيع جديدة في السندات البريطانية والجنيه معا، لتزداد الضغوط على صانعي السياسات قبل الإعلان عن الميزانية المقبلة. ويرى محللو كريدي أجريكول أن تراجع الإسترليني بات يُنظر إليه من جانب المستثمرين كأداة للتعبير عن المخاوف تجاه الوضع المالي في المملكة المتحدة، مما يعزز الميل الصعودي لليورو أمامه.
في المقابل، يواجه اليورو هو الآخر عوامل ضاغطة من الداخل الأوروبي، حيث جاءت بيانات التضخم الأولية في ألمانيا ومنطقة اليورو أعلى من التوقعات، وهو ما أعاد إلى الواجهة التساؤلات حول توجهات البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة. ففي الوقت الذي يراهن فيه البعض على احتمالية خفض الفائدة خلال الفترة المقبلة لدعم النشاط الاقتصادي، صرحت عضو مجلس إدارة المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل بأن السياسة الحالية ما زالت مريحة بما يكفي ولا توجد مبررات لخفض إضافي. هذا الموقف الحذر يضيف حالة من الترقب في الأسواق، بينما ينتظر المستثمرون خطاب رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد في وقت لاحق من اليوم لمعرفة ما إذا كان البنك سيحافظ على لهجة متشددة أو سيتجه نحو مرونة أكبر. كل هذه العوامل تجعل مسار زوج EUR/GBP مرهونا بتطورات السياسة المالية البريطانية والقرارات النقدية الأوروبية القادمة.