يتعرض زوج اليورو/الدولار EUR/USD لضغوط بيعية للجلسة الثانية على التوالي، متراجعاً نحو مستوى 1.1620 صباح الأربعاء، مع عودة المخاوف المتعلقة بأوضاع الديون في أوروبا إلى واجهة المشهد. أدت توقعات العجز المالي المرتفع في الاقتصادات الكبرى إلى ارتفاع حاد في عوائد السندات الأوروبية، حيث صعد العائد على السندات الألمانية لأجل 30 عامًا بنحو 10 نقاط أساس خلال الأيام الأخيرة، بينما قفزت العوائد الفرنسية طويلة الأجل إلى 4.50%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2009. يأتي ذلك في وقت يشهد فيه المشهد السياسي الفرنسي حالة من الضبابية، ما يضيف ضغوطاً إضافية على ثقة المستثمرين.
في المقابل، وجد الدولار الأمريكي دعماً ملحوظاً من تدفقات الملاذات الآمنة، إذ استقطب المستثمرون العملة الخضراء وسط تراجع شهية المخاطرة العالمية. اللافت أن قوة الدولار جاءت على الرغم من صدور بيانات ضعيفة من الولايات المتحدة، حيث أظهر مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ISM استمرار انكماش القطاع للشهر السادس على التوالي في أغسطس، ما يعكس ضغوطاً هيكلية على النشاط الصناعي. ومع ذلك، لم تؤثر هذه النتائج على مسار العملة الأمريكية، التي استفادت من وضعها كملاذ آمن في بيئة يسودها القلق.
خلال الساعات المقبلة، ستتجه الأنظار إلى بيانات مؤشر مديري المشتريات الخدمي HCOB لمنطقة اليورو لشهر أغسطس، والتي قد توفر بعض الدعم لليورو إذا جاءت أفضل من التوقعات. أما في الولايات المتحدة، فستكون طلبات المصانع وبيانات فرص العمل JOLTS على رأس قائمة المؤشرات التي يتابعها المتداولون لتقييم قوة سوق العمل وآفاق السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. في ظل هذه التطورات، يبقى التحيز قصير الأجل لزوج EUR/USD هبوطياً، بينما يترقب المستثمرون إشارات أوضح لتحديد اتجاهه القادم.