شهدت الروبية الهندية (INR) ارتفاعاً ملحوظاً أمام الدولار الأمريكي خلال تداولات الثلاثاء المبكرة في الجلسة الأوروبية، مستفيدة من الزخم الإيجابي الذي أحدثته الإصلاحات الضريبية الشاملة التي أعلنتها حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وتعد هذه التغييرات الأكبر منذ عام 2017، حيث دعمت ثقة المستثمرين ورفعت أسواق الأسهم الهندية عبر عدة قطاعات مثل السيارات، الخدمات المالية، العقارات، الاستهلاك، والأسمنت، وهو ما انعكس إيجاباً على العملة المحلية. ورغم هذا التفاؤل، لا تزال المخاطر الخارجية قائمة، إذ إن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والهند قد تحد من استمرار صعود الروبية. فالهند تواجه خطر تطبيق رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% بدءاً من 27 أغسطس، على الرغم من أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة ركزت بشكل أكبر على الصين ودول أخرى تستورد النفط الروسي.
في السياق ذاته، تترقب الأسواق صدور القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات HSBC الهندي لشهر أغسطس يوم الخميس، والذي قد يقدم إشارات مهمة حول قوة النشاط الاقتصادي المحلي. أما على الجانب الأمريكي، فستكون الأنظار موجهة إلى ندوة جاكسون هول يوم الجمعة، حيث سيتحدث رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عن مستقبل السياسة النقدية، في وقت تتزايد فيه توقعات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر. يُذكر أن وكالة S&P رفعت الأسبوع الماضي تصنيف الهند الائتماني إلى BBB من BBB- مع نظرة مستقرة، مشيرة إلى أن الاقتصاد الهندي يتمتع بأسس قوية قادرة على مواجهة الصدمات التجارية. هذا الدعم الخارجي إلى جانب الإصلاحات الداخلية يمنح الروبية قاعدة صلبة، إلا أن الضغوط الجيوسياسية والتجارية ستبقى عاملاً رئيسياً في تحديد مسارها أمام الدولار خلال المدى القريب.