تراجع زوج استرليني/ين (GBP/JPY) خلال تداولات الثلاثاء مبتعداً عن أعلى مستوى له منذ يوليو عند 200.35، لينزلق إلى منتصف نطاق 199.00. جاء هذا التراجع مدفوعاً بالطلب القوي على الين الياباني، إذ تزايدت توقعات السوق بأن بنك اليابان ماضٍ في مسار تطبيع السياسة النقدية وربما رفع أسعار الفائدة قبل نهاية العام. هذه التوقعات تعززت بعد تعديل نمو الناتج المحلي الإجمالي الياباني للربع الثاني صعوداً، إلى جانب تحسن مؤشرات إنفاق الأسر والأجور الحقيقية، وهو ما يعكس قوة متنامية في الاقتصاد الياباني تدعم الين وتضغط على الزوج.
على الجانب الآخر، يظل الجنيه الإسترليني مدعوماً بعوامل إيجابية، إذ يستفيد من ضعف الدولار الأمريكي ومن بيانات قوية على صعيد الاستهلاك المحلي. فقد أظهر تقرير اتحاد التجزئة البريطاني BRC ارتفاع مبيعات التجزئة المماثلة بنسبة 2.9% في أغسطس، متجاوزة توقعات السوق وأعلى معدل نمو في أربعة أشهر. هذا الأداء القوي، إلى جانب الحذر الذي يبديه بنك إنجلترا في خفض أسعار الفائدة، ساعد على تقليص خسائر الجنيه أمام الين. ومع ذلك، تبقى الضغوط الأساسية من الجانب الياباني أقوى، مما يجعل احتمالات استمرار التراجع نحو مستويات دعم أدنى قائمة ما لم يطرأ تغيير جوهري على معطيات السياسة النقدية أو شهية المخاطرة العالمية.