شهدت الأسهم الأمريكية بداية ضعيفة لشهر سبتمبر، حيث تراجع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.85% في أول جلسة تداول بعد عطلة عيد العمال، مما عزز المخاوف من أن الشهر سيؤكد سمعته كأحد أضعف الفترات أداءً في الأسواق. ويأتي هذا الانخفاض مدفوعاً بشكل رئيسي بارتفاع عوائد السندات الأمريكية والأوروبية، حيث ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عامًا لتلامس مستوى 5.00% مؤقتاً يوم الثلاثاء، قبل أن تتراجع قليلاً. وفي المقابل، صعدت عوائد السندات لأجل خمس سنوات بنسبة تجاوزت 1% لتسجل 3.77%. هذا الارتفاع الحاد في العوائد عزز المخاوف من استمرار الضغط على أسهم التكنولوجيا التي تُعد الأكثر حساسية لتكلفة التمويل.
إلى جانب ذلك، جاءت ضغوط إضافية من التطورات السياسية، إذ اعتبرت محكمة أمريكية أن التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب غير دستورية. ورغم أن هذه التعريفات ما زالت سارية حتى تستكمل محكمة أدنى النظر في الجوانب الإجرائية، إلا أن المخاوف تتزايد من أن تضطر الحكومة الأمريكية إلى سداد مئات المليارات من الدولارات التي تم جمعها من تلك الرسوم، مما قد يفاقم العجز المالي ويزيد الحاجة إلى إصدار المزيد من السندات. وعلى الصعيد الأوروبي، لم يكن الوضع أفضل، حيث سجلت السندات الحكومية البريطانية أعلى مستويات لعوائدها منذ عام 1998، بينما حققت السندات الألمانية والفرنسية والهولندية أعلى مستوياتها منذ 2011، وفقاً لدويتشه بنك. هذه التطورات مجتمعة تعكس بيئة ضاغطة على الأسهم العالمية، وتدفع المتداولين إلى مراقبة المؤشرات الرئيسية مثل ناسداك بحثاً عن إشارة مؤكدة لبدء اتجاه هبوطي جديد.