يستمر زوج اليورو/الدولار EUR/USD في التراجع بقوة خلال تداولات الخميس، ممتداً خسائره لليوم الخامس على التوالي، ليقترب من منطقة 1.1500 التي تمثل أدنى مستوى خلال أسبوعين تقريباً. يأتي هذا الهبوط نتيجة التصاعد الواضح في قوة الدولار الأمريكي، الذي يستفيد من تراجع توقعات الأسواق بشأن إقدام الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في ديسمبر. هذا التحول في توقعات السياسة النقدية يعزز جاذبية الدولار على حساب اليورو، خاصة مع بقاء شهية المخاطرة عند مستويات منخفضة. في الوقت ذاته، يتداول مؤشر الدولار DXY بالقرب من أعلى مستوى له منذ أكثر من خمسة أشهر حول 100.30، مما يعكس التفوق الواضح للعملة الأمريكية في السوق.
محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية FOMC لشهر أكتوبر أظهر ميل عدد كبير من صانعي السياسة إلى الإبقاء على أسعار الفائدة مستقرة، بل والتحذير من أن أي تخفيضات إضافية قد تعيد إشعال توقعات التضخم. هذا الموقف الحذر دفع المتداولين إلى تقليص رهانات التيسير، حيث انخفضت احتمالات خفض الفائدة إلى 32.8% مقارنة بـ 50.1% قبل يومين فقط، وفق أداة CME FedWatch. ومع ذلك، يبقى الحدث الأهم اليوم هو صدور بيانات الوظائف غير الزراعية NFP لشهر سبتمبر، والتي قد تعيد تشكيل توقعات الأسواق كلياً اعتماداً على قوة أو ضعف سوق العمل الأمريكي. وفي حين يترقب المستثمرون هذه البيانات المفصلية، يظل اليورو تحت ضغط إضافي، مع استعداد الأسواق لصدور قراءات مؤشر مديري المشتريات PMI الأولية لمنطقة اليورو يوم الجمعة، والتي قد تقدم رؤية أوضح حول صحة الاقتصاد الأوروبي وما إذا كان البنك المركزي الأوروبي قادراً على الحفاظ على موقفه الحالي دون تغيير حتى عام 2026 كما ترجح الأسواق.
