تترقب الأسواق الأسبوع المقبل صدور مؤشرات مديري المشتريات الرسمية في الصين، والتي تُنشر دائماً في اليوم الأخير من الشهر، على خلاف معظم الدول الأخرى التي تعلنها عادة في بداية الشهر التالي. وتكسب هذه البيانات أهمية خاصة هذه المرة كونها أول إصدار رئيسي منذ “يوم التحرير”، حين قاقت الولايات المتحدة الأمريكية برفع الرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من الواردات الصينية بنسبة 125 نقطة مئوية. ورغم تقارير غير رسمية تحدثت عن إغلاق بعض المصانع وتراجع ساعات العمل بشكل حاد، يرى فولكمار باور، محلل العملات الأجنبية في كومرتس بنك، أن البيانات عالية التردد القادمة من الصين حتي الآن ترسم صورة مغايرة.
فعلى سبيل المثال، لا يزال إنتاج الصلب يحافظ على قوته بشكل لافت، حيث أظهرت الأرقام أن الإنتاج ارتفع بنحو 10% خلال أول 20 يوماً من شهر أبريل مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كذلك تشير التقديرات إلى أن مبيعات السيارات تسير نحو تسجيل نمو قوي بأرقام مرتفة خلال نفس الشهر. أما فيما يخص حركة الشحن، فقد أكد المعهد الوطني للإحصاء أنه لم يسجل أي تراجع ملحوظ حتى الآن.
وعلى صعيد آخر، يبدو أن سوق الإسكان يواصل معاناته، حيث أظهرت بيانات المبيعات اليومية تباطؤاً واضحاً في الزخم، مما يعزز الإشارات إلى استمرار الأزمة. ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن أزمة قطاع الإسكان في الصين ممتدة منذ سنوات، مما يجعل تأثير الرسوم الجمركية الأخيرة عليه محدوداً نسبياً.