شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعاً حاداً تجاوز نسبة 3% في الفترة القليلة الماضية، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد أن ردت بكين بفرض تعريفات جمركية بنسبة 34% على السلع الأمريكية. ويأتي هذا في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن رسوم جمركية موسعة استهدفت عدداً كبيراً من الدول، مما زاد من حدة القلق في الأسواق.
الانخفاض السريع في مؤشرات داو جونز وناسداك وستاندرد آند بورز 500 يعكس حالة من الذعر بين المستثمرين الذين سارعوا إلى تحويل أموالهم نحو الأصول الآمنة، مثل سندات الخزانة الأمريكية، هرباً من موجة الخسائر المتوقعة. وقد أدى هذا الإقبال إلى انخفاض ملحوظ في عوائد السندات الأمريكية لأجل 12 شهراً وسنتين وخمس سنوات، في ظل ارتفاع أسعار هذه السندات.
وفي خضم هذا التوتر، حذرت وول ستريت من أن استمرار التصعيد في حرب الرسوم الجمركية قد يتسبب في ارتفاع معدلات التضخم، مع تأثيرات سلبية على الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. وعلى الرغم من أن تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر مارس أظهر زيادة كبيرة في التوظيف، فإن المراجعات السابقة لشهر فبراير قد قللت من بريق هذه البيانات.
الأسواق الأمريكية باتت تواجه مزيجاً من المخاطر الاقتصادية والضغوط السياسية، ما يجعل مستقبلها القريب أكثر غموضاً ويزيد من احتمالات استمرار التقلبات في الفترة المقبلة.