أظهر محافظ البنك الوطني السويسري، مارتن شليجل، خلال مقابلة حديثة موقفاً أكثر تسامحاً مع قوة الفرنك السويسري، وهو ما لفت أنظار الأسواق ودفع المحللين في ING إلى الإشارة لاحتمال إعادة اختبار زوج EUR/CHF لمستوى 0.9220 قريبًا. يأتي ذلك في وقت يتداول فيه الزوج بالقرب من 0.93، بينما يحوم زوج USD/CHF دون 0.80، ما يعكس قوة ملحوظة للعملة السويسرية. ورغم هذه المستويات، فإن التضخم في سويسرا لا يتجاوز 0.2% على أساس سنوي، وهو ما يمنح البنك المركزي مساحة أوسع لترك العملة تتداول عند مستويات مرتفعة نسبياً.
من أبرز النقاط التي برزت في تصريحات شليجل تأكيده على أن العودة إلى أسعار الفائدة السلبية تبدو بعيدة جداً، حيث يبلغ سعر الفائدة حالياً صفر، مع انعقاد الاجتماع المقبل للبنك في 25 سبتمبر. كما أشار إلى أن الضغوط على الشركات السويسرية قد لا تكون كبيرة كما يُعتقد، نظرًا لارتفاع التكاليف بوتيرة أسرع في الاقتصادات الأخرى، ما يعني أن التقدير الحقيقي للفرنك أقل حدة مما يبدو في الظاهر. هذه التعليقات اعتُبرت مفاجئة نسبياً في ظل قوة الفرنك عند مستويات لم يشهدها منذ أوائل 2024، وهو وقت كان البنك أكثر ميلاً للتيسير.
في ضوء ذلك، يرى محللو ING أن البنك الوطني السويسري بات أكثر ارتياحاً لترك الفرنك قوياً، الأمر الذي يعزز احتمالات استمرار الزخم الصعودي للعملة، ويدعم التوجه نحو مراكز استراتيجية طويلة الأجل على الفرنك السويسري، مع مراقبة الأسواق لمستويات حرجة مثل 0.9220 على زوج اليورو/فرنك.
