أظهرت بيانات كومرتس بنك أن الصين واصلت خلال شهر سبتمبر استيراد كميات من النفط الخام تفوق احتياجاتها الفعلية للمعالجة في المصافي، مع تسجيل فائض يقدّر بنحو 570 ألف برميل يومياً عند مقارنة حجم الواردات والإنتاج المحلي بقدرة المصافي التشغيلية. ورغم أن هذا الفائض أقل من مستويات أغسطس التي بلغت مليون برميل يومياً، إلا أنه يبرز استمرار ظاهرة الشراء الاحتياطي التي تتبعها الصين منذ أشهر لدعم مخزوناتها الاستراتيجية. ويرى المحللون أن هذه المشتريات ساهمت في امتصاص جزء من الفائض العالمي في الإمدادات، ما حال دون تدهور الأسعار بشكل أكبر خلال الفترة الماضية.
ومع ذلك، يحذر الخبراء في كومرتس بنك من أن استمرار هذا السلوك الصيني غير مؤكد، خاصة في ظل تباطؤ نمو الطلب المحلي وضعف هوامش الربحية في قطاع التكرير. وإذا ما خفّضت بكين وتيرة استيرادها الاحتياطي خلال الأشهر المقبلة، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة واضحة في فائض الإمدادات العالمية، مما يشكل ضغطاً إضافياً على أسعار النفط التي تواجه بالفعل صعوبات في الحفاظ على مستوياتها فوق الـ80 دولاراً للبرميل. ويشير المحللون إلى أن التوازن بين الإنتاج المرتفع من دول “أوبك+” ووتيرة الاستهلاك العالمية سيحدد الاتجاه المستقبلي للأسعار، في وقت تبدو فيه الأسواق عرضة لتراجع جديد إذا لم يظهر طلب قوي من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.