سجلت أسعار الذهب مستوى قياسياً جديداً مقتربة من 3700 دولار للأونصة، معززة بمزيج من توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وضعف الدولار. يشير محللو السلع في ING إلى أن الأسواق تترقب خطوة من الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع بخفض بمقدار ربع نقطة، وسط دلائل على ضعف سوق العمل الأمريكي، فيما تسعّر الأسواق خفضاً إضافياً على الأقل قبل نهاية العام مع احتمال كبير لخفض ثالث. هذه التوقعات دفعت عوائد السندات الأمريكية إلى أدنى مستوياتها في عدة أشهر وأبقت الضغوط قائمة على مؤشر الدولار. في الوقت نفسه، زاد الإقبال على الذهب كملاذ آمن، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن استقلالية قرارات الفيدرالي، إضافة إلى عوامل جيوسياسية تشمل سياسة ترامب التجارية العدوانية والصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، إلى جانب مشتريات البنوك المركزية التي دعمت الطلب على المعدن النفيس.
أما بالنسبة للنحاس، فقد ارتفعت أسعاره إلى أعلى مستوياتها منذ يونيو 2024، مع توقعات إيجابية من تشيلي، أكبر منتج عالمي، بتحقيق نمو في الإنتاج خلال العامين الحالي والمقبل، مع استهداف مستوى قياسي يبلغ 6 ملايين طن بحلول 2027. ورغم ذلك، لا تزال التحديات قائمة نتيجة الاضطرابات التشغيلية في مناجم كبرى مثل كوديلكو وTeck Resources Ltd.، ما يهدد بتحقيق هدف الإنتاج السنوي البالغ نحو 5.6 مليون طن. في المقابل، قدمت زيادة إنتاج منجم إيسكونديدا بنسبة 11% على أساس سنوي في النصف الأول من 2025، وتعافي منجم كولاهواسي، وبدء EI Salvador في التوسع، بعض الدعم لتوازن السوق. وبينما يظل الذهب محركاً أساسياً للملاذات الآمنة، يشكل النحاس مؤشراً مهماً على صحة الاقتصاد العالمي ومستويات الطلب الصناعي.