يتداول الذهب (XAU/USD) بقوة قرب مستوياته التاريخية، حيث استقر خلال الجلسة الأوروبية يوم الخميس حول 3880 دولار للأونصة بارتفاع نسبته 0.35%، مقترباً من أعلى قمة له على الإطلاق عند 3895 دولار التي سجلها الأربعاء. وتأتي هذه المكاسب وسط توقعات متزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) سيواصل سياسة التيسير النقدي خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في ظل الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية وتدهور أوضاع سوق العمل. وتشير أداة CME FedWatch إلى أن الأسواق تسعر بنسبة كبيرة خفضاً جديداً للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر إلى نطاق 3.75%-4.00%، مع وجود فرصة تقارب 87% لخفض إضافي في ديسمبر/كانون الأول. هذا المناخ الداعم يضع الذهب في موقع قوي باعتباره أصلاً غير مدر للعائد يزدهر عادة مع بيئة الفائدة المنخفضة.
عوامل أخرى عززت صعود المعدن النفيس تشمل البيانات السلبية للتوظيف الأمريكي؛ حيث أظهر تقرير ADP لشهر سبتمبر انخفاض العمالة الخاصة بمقدار 32 ألف وظيفة مقابل توقعات بزيادة 50 ألفاً، في إشارة إلى ضعف حقيقي في سوق العمل. كما أن إعلان البيت الأبيض عن أن إغلاق الحكومة قد يكلف الاقتصاد الأمريكي 15 مليار دولار أسبوعياً زاد من المخاوف بشأن النمو، وهو ما يعزز مبررات التيسير النقدي. إضافة إلى ذلك، ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باللوم على الديمقراطيين في الأزمة، مما زاد من حالة عدم اليقين السياسي. ومع هذه التطورات، يظل التحيز الصعودي للذهب قائماً، حيث يُنظر إلى أي تراجع تصحيحي محتمل على أنه فرصة شراء، خصوصاً مع ترقب المستثمرين لاجتماعات الفيدرالي المقبلة وخطابات أعضائه.